أيضًا: تمجيدهم للعقل أدَّى بهم إلى تهوين من شأن الإجماع، والتقليل من قدره، وعباراتهم في ذلك كثيرة جدًّا، أيُّ إجماع تقصدون؟ ويعتبرون أنفسهم ممن خُلق بهم الإجماع، الأمة حين تصطلح على شيء وصارت على هذا قرونًا متعددةً، يأتي اليوم من يفسد عليها وحدتها واجتماعها تحت دعوى أن هذا اجتهاد عقلي أو كذا، هذا عبث هذا لا يوجد عند أمة. الأمم استقرت على أمور -حتى ليست عن طريق الوحي- أجمعت عليها حتى مع وجود من يخالفها مع أبناء الأمة، ومع ذلك لم يزعم أحد أبدًا أنه يحق له أن يخرج على القانون، أو على الدستور؛ لأن عقله لا يقبله، لماذا هم هناك يحترمون ذلك ونحن هنا نفتح البابَ على مقدساتنا من القرآن والسنة، نهوّن من إجماع أمتنا، ومن تحكم العقل في النص؟ ومن جعل العقل أو المعطيات العلمية التي لا زالت في طور التجربة حكمًا قاضيًا على ما ورد في القرآن أو في السنة، ويئولون، ويرفضون، ويبعِدون ... إلى آخره.

هذه بعض ملامح المدرسة العقلية.

أيضًا يكادون يغلقون باب الغيبيان، لا يريدون أن يتكلم أحد في الغيبيات.

إذن نحن حددنا أن مدرسة السنة وضعت القواعد الضابطة لتمييز الصحيح والضعيف من غيره، وأدخلت في ذلك العقل، وأيضًا مباينة الحديث للمنقول من القرآن والسنة، ومن مصادمة الأصول، وأنهم قد وضعوا قاعدة تُكتب بماء الذهب أشار إليها ابن الجوزي وغيره في (تنقيح فهوم الآثر) -رحمه الله تعالى-: "إذا رأيت الحديث يباين المنقول، أو يخالف المعقول" يباين: يخالف مخالفة لا تقبل الجمع المنقول من القرآن والسنة، وأن يصادم، أو أن يخالف المعقول -الكلام عن العقؤئل- وأن يصادم الأصول أي: يصطدم بقواعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015