((مَثَلُ القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا مرّوا على من فوقهم ... )) إلى آخر الحديث. فيه عَلَم من أعلام النبوة، النبي -صلى الله عليه وسلم- يتكلم هنا عن سفينة تتكون من طابقين، في الوقت الذي لم تكن فيه إلا سفن صغيرة تسير بشراع اليد فقط، وليس بالآلات أو بالمعدات أو بالطاقة، أو ما شاكل ذلك، وغيرها كثير من أمور الشرع تكلَّم الله عنها لا تتعارض مع انفراد الله بالغيب؛ لأن هذا من القدر الذي سمح الله به إثباتًا لصدق أنبيائه وثبتت بالأدلة الصحيحة.

إذن المنهج الذي نتعامل معه نشتغل بصحة النص، ومتى ثبتت صحة النص فعلى العين وعلى الرأس، وفهْم النَّص نرجع فيه إلى أهل الاختصاص من القدامَى والمحدثين الذين شرحوا (صحيح البخاري)، الذين شرحوا (صحيح مسلم)، الذين قاموا بكل هذه الأمور هم علماؤنا، وهم مشايخنا، وهم أساتذتنا، وهم متخصصون، الذين بذلوا حياتهم وأفنوا أعمارَهم في خدمة القرآن والسُّنة، ودراسةِ كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- هؤلاء نرجع إليهم، ولا نتأثر برأي المستشرقين أو المستغربين أو ما شاكل ذلك من الذين يُثيرون الشُّبَه.

أقول هذا، وأستغفر الله العظيم، وأصلي وأسلم على خير خلق الله أجمعين، وجمعنا الله وإياكم على الحق دائمًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015