الحب في الله (صفحة 6)

العالم ولأجله خلقت الجنة والنار، ولأجله أرسل رسله وأنزل كتبه، ولأجله أهلك القرون التي خرجت عنه وآثرت غيره». فكونه سبحانه أهلاً لأن يُعبد ويُحب ويُحمد ويُثني عليه أمر ثابت له لذاته، فلا يكون إلا كذلك، كما أنه الغني القادر الحي القيوم السميع البصير، فهو سبحانه الإله الحق المبين .. والإله هو الذي يستحق أن يؤله محبة وتعظيماً وخشيةً وخضوعاً وتذللاً وعبادة، فهو الإله الحق ولو لم يخلق خلقه، وهو الإله الحق ولو لم يعبدوه، فهو المعبود حقًّا الإله حقًّا المحمود حقًّا، ولو قدر أن خلقه لم يعبدوه ولم يحمدوه ولم يألهوه، فهو الله الذي لا إله إلا هو قبل أن يخلقهم وبعد أن خلقهم، وبعد أن يفنيهم لم يَستحدث بخلقه لهم لا بأمره إياهم استحقاق الإلهية والحمد، بل الإلهية وحمده ومجده وغناه أوصاف ذاتية له، يستحيل مفارقتها له، كحياته ووجوده وقدرته وعلمه وسائر صفات كماله .. فأولياؤه وخاصته وحزبه لما شهدت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015