وكيف ذاك وقد سارت تصانيفه في الآفاق، وليس فيها شيء ممَا يدل على الزيغ والشقاق، ولم يكن بحثه فيما صدر عنه في مسألة الزيارة والطلاق: إِلاَّ عن اجتهاد سائغ بالاتفاق، والمجتهد في الحالتين مأجور مثاب، وليس فية شيء مما يلام أَو يعاب. ولكن حملهم على ذالك حسدهم الظاهر، وكيدهم الباهر، وكفى للحاسد ذمًّا آخر سورة الفلق في احتراقاته بالفلق، ومن طعن في واحد ممن قضى نحبه منهم، أَو نقل غير ما صدر عنهم، فكأنمَا أتى بالمحال، واستحق به سوء النكال.

وهو الإمام الفاضل البارع التقي النقي الوارع الفارس في علمي الحديث والتفسير، والفقه والأصولين بالتقرير والتحرير، والسيف الصارم على المبتدعين، والحبر القائم بأمور الدين، والأمّار بالمعروف والنّهاء عن المنكر. ذو همة وشجاعة وإقدام فيمَا يَرْدَع ويزجر، كثير الذكر والصوم والصلاة والعبادة، خشن العيش والقناعة، من دون طلب الزيادة، وكانت له المواعيد الحسنة السنية، والأوقات الطيبة البهية، مع كفه عن حطام الدنيا الدنية، وله المصنفات المشهورة المقبولة، والفتاوي القاطعة غير المعلولة. وقد كتب على بعض مصنفاته قاضي القضاة كمال الدين ابن الزَّمْلَكاني رحمه الله تعالي:

ماذا يقول الواصفون له ... وصفاتُه جَلَّتْ عن الحَصْرِ

هو حُجَّةٌ للهِ قاهرةٌ ... هو بيننا أعجوبَةُ الدَّهر

وقد عرفت َ ترجمة ابن الزَّمْلَكاني

وهو: الإمام أَبو المعالي كمال الدين محمَّد ابن الإمام علاء الدين أبي الحسن على بن كمال الدين أَبي محمَّد عبد الواحد بن عبد الكريم بن خلف بن نبهان الأنصاري، الشهير بابن الزَّمْلَكاني الشافعي، أَخذ النحو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015