وبعد؛ فإِن مؤلف كتاب «الرد الوافر» قد جد في هذا التَّصنيف البديع الزاهر وجلا بمنطقه السحار، الرد على من تفوه بالإكفار، علماء الإِسلام، والأئمة الأساطين الأعلام، الَّين تبوؤا الدار في رياض النعيم، واستنشقوا رياح الرحمة من رب كريم، فمن طعن في واحد منهم، أَو نقل غير صحيح قيل عنهم، فكأنمَا نفخ في الرماد، أَو اجتنى من خرط القتاد، وكيف يحل لمن يتسمَّ بالإسلام، أَو يتسِمُ بسشمةٍ من علم أَو فهم أَو إفهام، أَن يكفر من قلبه عن ذلك سليم بهيج، واعتقاده لا يكاد إِلى ذلك يهيج، ولم يورِ زَنْد طبعه في القريض، لم يزل يجد العذب مرًا كالمريض، والعائب لجهله شيئًا يبدي صفحة معاداته، ويتخبط خبط العشواء في محاوراته، وليس هو إِلاَّ كالجُعل باشتمام الورد يموت حتف أنفه، وكالخفاش يتأذى ببهور سناء الضوء لسوء بصره وضعفه، وليس سجية نقادة، ولا رَويَّة وقَّادة، وماهم إِلاَّ صلقع بلقع سلقع، والمكفر منهم صلمعة ابن قلمعة، وهيان بن بيان، وهي ابن بيّ، وضل ابن ضل، وضلال بن التلال.

ومن الشائع المستفيض أَنَّ الشَّيخ الإمام العالم العلامة تقي الدين ابن تَيْمِيَّة من شُمّ عرانين الأفاضل، ومن جم براهين الأماثل، الَّذي كَانَ له من الأدب مآدب تغذي الأرواح، ومن نخب الكلام له سلافة تهز الأعطاف المراح، ومن يانع ثمار أفكار ذوي البراعة. طبعه المفلق في الصناعة، الخالية عن وصمة الفجاجة والبشاعة، وهو الكاشف عن وجوه مخدرات المعاني نقابها، والمفترع عرائس المباني بكشف جلبابها، وهو الذاب عن الدين طعنَ الزنادقةِ والملحدين، والناقد للمرويات عن النبي سيد المرسلين، وللمأثورات من الصَّحابة والتابعين.

فمن قال: هو كافر!! فهو كافر حقيق!! ومن نسبه إِلى الزندقة!! فهو زنديق!!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015