عنده. فغلق السجان باب الحبس، وراح.

فلما كان ثاني يوم، جاء عبد الكريم أين أخت الشيخ نصر وحلف أن الشيخ نصر ماعنده علم من هذا، وانصرف.

فلما كان بعد صلاة العصر وقفت أبكي. فقال لي الشيخ: لاتبك، ما بقيت هذه المحنة تبطئ، فقلت له أفتح لك في المصحف؟ فقال: افتح. فطلع قوله تعالى: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)} [النحل: 127 - 128]، فقال: افتح في موضع آخر، فطلع قوله تعالى: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [النمل: 50] إلى آخرها، فقال: افتح آخر، فطلع قوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ. . .} [الفتح: 29]. إلى آخرها (?).

فلما صلَّينا المغربَ بقي يدعو بدعاء الكرب، وأنزل الله عليه من النور والبهاء والحال شيئًا عظيمًا. وأشرت إلى المُحْبَسِين، كأن وجهه شمع يجلوه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015