مَسَائِلُ عَلَى البَابِ

- مَسْأَلَةٌ) ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ إِلَى أَنَّ عَدَمَ إِجَابَةِ مَنْ سَأَلَ بِاللهِ هُوَ مَكْرُوْهٌ فَقَط وَلَيْسَ لِلتَّحْرِيْمِ؛ اسْتِدْلَالًا بِحَدِيْثِ (قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللَّهِ يَا رَسُوْلَ اللهِ؛ لَتُحَدِّثَنِّي بِالَّذِيْ أَخْطَأْتُ. قَالَ: (لَا تُقْسِمْ)) (?)؛ فَفِيْهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمِ لَمْ يُجِبْ طَلَبَهُ، فَمَا الجَوَابُ؟

الجَوَابُ مِنْ أَوْجُهٍ:

1) أَنَّ الحَدِيْثَ السَّابِقَ لَيْسَ فِيْهِ السُّؤَالُ بِاللهِ أَصْلًا، وَإِنَّمَا فِيْهِ القَسَمُ بِاللهِ - وَإِنْ كَانَ قَرِيْبًا مِنْهُ مِنْ جِهَةِ إِظْهَارِ التَّعْظِيْمِ بِإِبْرَارِهِ -، وَلَكِنْ فَرْقٌ بَيْنَهُمَا. (?)

2) أَنَّ امْتِنَاعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمِ قَد يَكُوْنُ لِضَرُوْرَةٍ شَرْعِيَّةٍ؛ أَوْ فِيْهَا مَا لَا يَنْبَغِي تَفْسِيْرُهُ وَذِكْرُهُ (?). وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

3) قَدْ جَاءَ فِي حَدِيْثِ الثَّلَاثَةِ - الأَقْرَعِ وَالأَبْرَصِ وَالأَعْمَى - بَيَانُ أَنَّ السَّخَطَ وَقَعَ عَلَى مَنْ لَمْ يُجِبْ سُؤَالَ المَلَكِ بِاللهِ، وَالَّذِيْ فِيْهِ (أَسْأَلُكَ بِالَّذِيْ)، فَمِثْلُهُ يُبَيِّنُ أَنَّهُ لَيْسَ فَقَط لِلكَرَاهَةِ. وَاللهُ أَعْلَمُ. (?)

4) أَنَّ أَلْفَاظَ أَحَادِيْثِ النَّهْي هُنَا لَا تَقْبَلُ الحَمْلَ عَلَى الكَرَاهَةِ، كَمَا فِي الحَدِيْثِ ((وَأُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ؟) قُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُوْلَ اللهِ. قَالَ: (الَّذِيْ يُسْأَلُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا يُعْطِي بِهِ)) (?)، وَكَمَا فِي مَنْ مَنَعَ مَنْ سَأَلَ بِوَجْهِ اللهَ؛ فَقَالَ فِي حَقِّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: (مَلْعُوْنٌ مَنْ سُئِلَ بِوَجْهِ اللهِ ثُمَّ مَنَعَ سَائِلَهُ)، وَقَدْ سَبَقَ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015