- المَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ) هَلِ الاسْتِشْفَاعُ إِلَى اللهِ بِالمَخْلُوْقِ هُوَ نَفْسُهُ التَّوَسُّلُ بِالمَخْلُوْقِ عِنْدَ اللهِ؟

الجَوَابُ: لَا، فَالأوَّلُ هُوَ سُؤَالٌ لِغَيْرِ اللهِ تَعَالَى وَهُوَ شِرْكٌ أَكْبَرٌ؛ وَعَلَيْهِ نُصُوْصُ البَابِ.

أَمَّا الثَّانِي فَهُوَ سُؤَالٌ للهِ تَعَالَى بِطَرِيْقَةٍ بِدْعِيَّةٍ، وَهُوَ مِنَ الاعْتِدَاءِ فِي الدُّعَاءِ، وَهُوَ مِنْ وَسَائِلِ الشِّرْكِ - أَيْ: يُفْضِي إِلَى الشِّرْكِ - وَالدُّعَاءُ بِهَيْئَةٍ لَمْ تَرِدْ فِي الشَّرِيْعَةِ يَكُوْنُ اعْتِدَاءًا، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُعْتَدِيْنَ} (الأَعْرَاف:55). (?)

وَفِي الحَدِيْثِ عَنِ ابْنٍ لِسَعْدٍ؛ أَنَّهُ قَالَ: (سَمِعَنِي أَبِي وَأَنَا أَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الجَنَّةَ وَنَعِيْمَهَا وَبَهْجَتَهَا وَكَذَا وكَذَا، وَأَعُوْذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَسَلَاسِلِهَا وَأَغْلَالِهَا وَكَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: يَا بُنيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: (سَيَكُوْنُ قَوْمٌ يَعْتَدُوْنَ فِي الدُّعَاءِ)، فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُوْنَ مِنْهُمْ. إِنْ أُعْطِيْتَ الجَنَّةَ أُعْطِيْتَهَا وَمَا فِيْهَا مِنَ الخَيْرِ، وَإِنْ أُعِذْتَ مِنَ النَّارِ أُعِذْتَ مِنْهَا وَمَا فِيْهَا مِنَ الشَّرِّ). (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015