لله مؤمنين بما جاءت به الرسل .. كما آمن السحرة من قبل ... وسجدوا لله رب العالمين ونرجو الله أن يفعلوا لوجدوا الله تواباً رحيماً بل ولبدل سيئاتهم حسنات.

والذي يحز في النفس أنك يا أخي تسمع منهم أنهم يؤيدون التوسل المشروع ويقولون بمشروعيته كما نقول تماماً .. ولكن يا ليتهم عندما يدعون ويتوسلون إليه تعالى أن يتوسلوا إليه بالتوسلات المشروعة ولو مرة واحدة .. !! إنني تعمدت الإصغاء إليهم وهم يجأرون بالدعاء إلى الله لعلي أسمعهم ولو مرة واحدة يقولون: اللهم إننا نتوسل إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى وبكل عمل صالح مقبول منا عندك أن تقضي حوائجنا ... فلا والله ما سمعت منهم هذا أو ما يشبه ... بل كلهم يتوسلون بأحرج الأوقات: بحق الأنبياء وجاه الأولياء وبركة الصالحين وينادونهم: بأن يدعوا الله لهم الكشف عنهم الهم والغم والحزن وهم يعلمون أن الذين ينادونهم: أموات غير أحياء وما يدرون أيان يبعثون.

ليت شعري ... كيف يؤمنون معنا في صيغ التوسل المشروع ... ويوافقوننا في ذلك ويقولون لا نختلف معكم في هذا ... ثم لا يستعملونه أبداً ... مما يدل على أنهم غير صادقين في قولهم الذي قالوه: بأنهم يؤيدون التوسل المشروع!! ولو كانوا صادقين لتقربوا إلى الله ولم يرضوا عنه بديلاً ولأثبتوا من فعلهم دليلاً على صدقهم بما يقولون.

ولعل هذا الموقف منهم ... كان من جملة الأسباب التي دعتني إلى تأليف هذا الكتاب ... راجيا أن أبلغ وإياهم به ما يقربنا إلى مرضاته تعالى فتنكشف الأعصبة وتنتهك الستر التي كانت تغشى الأبصار والبصائر فيظهر الحق جلياً واضحاً ونهتف جميعاً بلسان واحد:

(قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً)

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم

وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ما شاء الله وسلم تسليماً كثيراً وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.

محمد نسيب الرفاعي

خادم الدعوة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015