كتاب الاعتكاف

أصل هذه اللفظة اللزوم والإقامة؛ قال الله تعالى: {وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا} (?) أي مقيماً ملازماً. وقال: {وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا} (?)، أي محبوساً ملزوماً. وقال تعالى: {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} (?)، أي: ثابتون ملازمون. وخص الشرع هذه الإقامة بصفات لا يصح أن يكون اعتكافاً شرعياً وإقامة عبادية إلا بها.

وقول مالك مستدلاً من هذه الآية على جواز الاعتكاف في سائر المساجد لقوله تعالى (?): "فعم الله المساجد كلها" ليرد على من قال من السلف: إنها لا تصح إلا في مسجد نبي، وهو قول حذيفة (?) وسعيد بن المسيب (?). أو على من قال: لا تصح إلا في مساجد الجماعات، وهو قول الزهري وبعض الكوفيين (?)، وإن كان قد روي عن مالك هذا القول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015