القاسم، وفي " العُتْبِيَّة " من رواية العُتْبِيّ عن أصحاب مالك.

فإن مسائل كثيرة من أبواب الفقه منها قد وقعت في غير بابها، فهذَّب ابن أبي زيد " المدونة "، وبقيت " العُتْبِيَّة " غير مهذَّبة، فنجد في كل باب مسائل من غيره، واستغنوا بـ " المدونة " وما فعله ابن أبي زيد فيها والبَرَادِعي (?) من بعده.

وسادسها: أن تكون مسائل العلم مفرقة في أبوابها من علوم أخرى، فيتنبه بعض الفضلاء لموضوع ذلك الفن وجمع مسائله، فيفعل ذلك، ويظهر به فن ينظمه في جملة العلوم التي ينتحلها البشر بأفكارهم، كما وقع في "علم البيان"، فإنَّ عبد القاهر الجُرْجَاني وأبا يوسف السَّكَّاكي وجدا مسائله متفرقة في كتب "النحو"، وقد جمع منها الجاحظ في كتاب "البيان والتبيين" مسائل كثيرة تنبه الناس فيها لموضوع ذلك العلم وانفراده عن سائر العلوم، فَكُتبت في ذلك تواليفهم المشهورة، وصارت أصولاً لفن "البيان"، ولقنها المتأخرون فأربوا فيها على كلّ متقدَّم.

وسابعها: أن يكون الشيء من التواليف التي هي أمهات للفنون مطوَّلاً مسهباً، فيقصد بالتأليف تلخيص ذلك بالاختصار والإيجاز وحذف المتكرر إن وقع، مع الحذر من حذف الضروري لئلا يخلّ بمقصد المؤلَّف الأول " انتهى.

وهذه المقاصد السبعة التي انتهت إلى العقلاء والحكماء الأقدمين، قد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015