لخصها القاضي أبوبكر بن العربي-محمد بن عبد الله (ت543هـ) -، في غرضين اثنين، فقال في استفتاحه لكتابه " عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي" (?) :

"ولا ينبغي لحصيف أن يتصدى إلى تصنيف، أن يعدل عن غرضين:

إمَّا يخترع معنى.

أو يبتدع وضعاً ومبنى....

وما سوى هذين الوجهين، فهو تسويد الورق، والتحلَّي بحلية السرق".

وللإمام النووي - محيي الدين يحيى بن شرف (ت676هـ) - رحمه الله تعالى كلام متين في فائدة التصنيف وما يتطلب، حيث يقول في مقدَّمات كتابه " المجموع شرح المهذَّب" (?) :

"ينبغي أن يعتني بالتصنيف إذا تأهل له، فبه يطلع على حقائق العلم ودقائقه ويثبت معه، لأنه يضطره إلى كثرة التفتيش والمطالعة والتحقيق والمراجعة، والاطلاع على مختلِف كلام الأئمة ومُتَّفِقِه، وواضحه من مُشْكِلِه، وصحيحه من ضعيفه، وجزله من ركيكه، وما لا اعتراض عليه من غيره، وبه يتصف المحقق بصفة المجتهد.

وليحذر كل الحذر أن يشرع في تصنيف ما لم يتأهل له، فإن ذلك يضره في دينه وعلمه وعِرْضِهِ.

وليحذر أيضاً من إخراج تصنيفه من يده إلاّ بعد تهذيبه وترداد نظره فيه وتكريره.

وليحرص على إيضاح العبارة وإيجازها، فلا يوضح إيضاحاً ينتهي إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015