وقوله وأمشاطهم الذهب والفضة ومجامرهم الألوة.

وقد يقال هنا أي حاجة في الجنة للامتشاط ولا تتلبد شعورهم ولا تتسخ وأي حاجة للبخور وريحهم أطيب من المسك ويجاب عن ذلك بأن نعيم أهل الجنة وكسوتهم ليس عن رفع ألم أعتراهم فليس أكلهم عن جوع ولا شربهم عن ظمأ ولا تعليهم عن نتن، وإنما هي لذات متوالية ونعم متتابعة ألا ترى قوله تعالى لآدم {إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى * وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى} وحكمة ذلك أن الله تعالى نعمهم في الجنة بنوع ما كانوا يتنعمون به في الدنيا وزادهم على ذلك ما لا يعلمه إلا الله عز وجل.

قلت: وقد جاء مثل هذا في أهل الدنيا حيث قال: {إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون * في الحميم ثم في النار يسجرون} وقال {إن لدينا أنكالاً وجحيماً} فعذبهم في النار بنوع ما كانوا يعذبون به في الدنيا، قال الشعبي: أترون أن الله جعل الأنكال في الرجل خشية أن يهربوا لا والله، ولكنهم إذا أرادوا أن يرتفعوا استثقلت بهم.

ابن المبارك قال: أخبرنا سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني عقيل عن ابن شهاب قال: لسان أهل الجنة عربي، وإذا خرجوا من قبورهم سرياني وقد تقدم، وقال سفيان: بلغنا أن الناس يتكلمون يوم القيامة قبل أن يدخلوا الجنة بالسريانية فإذا دخلوا الجنة تكلموا بالعربية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015