بنفسه، وبالباء، قال في "التاج": ونَزَعَ الدَّلْوَ منَ البِئْرِ يَنْزِعُهَا نَزْعًا، ونَزَعَ بِهَا

كِلاهُمَا: جَذَبَهَا بغَيْرِ قامَةٍ، وأخْرَجَها، أنْشَدَ ثَعْلَبٌ [من الرجز]:

قَدْ أنْزعُ الدَّلْوَ تَقَطَّى بالمَرَسْ ... تُوزغُ منْ مَلْءٍ كإيْزاغِ الفَرَسْ

تَقَطِّيَها: خُروجُها قَليلًا قَليلًا، بغَيْرِ قامَةٍ، وأصْلُ النَّزْعِ: الجَذْبُ، والقَلْعُ،

وفي الحديث: "رأيْتُنِي أنْزغُ على قَليبٍ"؛ أي: رأيْتُنِي في المَنَام أسْتَقِي بيَدِي،

يُقَالُ: نَزَعَ بالدَّلْوِ: إذا اسْتَقَى بها، وقَدْ عُلِّقَ فيهَا الرِّشاءُ. انتهى (3).

قال الجامع عفا الله عنه: قد تبيّن بما ذُكر أن "نَزَع" يتعدّى بنفسه،

وبالباء، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

و"الموق" بضمّ الميم، وسكون الواو، بعدها قاف: هو الخفّ، وقيل:

ما يُلبس فوق الخفّ، قاله في "الفتح".

وقال في "التاج": المُوق: خُفٌّ غليظٌ، يُلبَسُ فوقَ الخُفِّ، فارسيٌّ

معرَّب، قال الصاغانيّ: وهو تعْريب مُوكه، هكذا قال والمشْهور: موزه. وقال

ابنُ سيدَه: المُوقُ: ضرْبٌ من الخِفافِ جَمْعه: أمواقٌ، وهو عربيٌّ صحيح، قال

النّمِرُ بنُ توْلَب [من الكامل]:

فتَرى النِّعاجَ بها تمَشّى خِلْفَةً ... مشْيَ العِباديّين في الأمْواقِ (?)

زاد في الرواية التالية: "فَاسْتَقَتْ لَهُ بِهِ، فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ"، (فَغُفِرَ لَهَا") بالبناء

للمفعول، وفي الرواية التالية: "فَغُفِرَ لَهَا بِهِ"؛ أي: غفر الله تعالى ذنبها بسبب

سقيها ذلك الكلب، فرحمها الله تعالى كما رحِمته، أخرج الترمذيّ وأبو داود

بسند صحيح، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الراحمون

يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء"، قال

الترمذيّ: حديث حسنٌ صحيحٌ، والله تعالى أعلم.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015