وهذا الحرف الذي كتبت به صحف الإجماع القاطع، ونقل عنها المصحف الإمام ـ جامع لقراءات القرّاء السبعة وغيرها، ممّا يقرأ به الناس، ونقل متواتراً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنّ الأحرف الواردة في الحديث غير هذه القراءات (?).

5ـ عدد المصاحف التي أرسلها عثمان رضي الله عنه إلى الأمصار:

لمّا فرغ عثمان رضي الله عنه من جمع المصاحف، أرسل إلى كل أفق بمصحف، وأمرهم أن يحرقوا كل مصحف يخالف المصحف الذي أرسله إلى الآفاق وقد اختلفوا في عدد المصاحف التي فرّقها في الأمصار، فقيل: إنها أربعة، وقيل: إنها خمسة، وقيل: إنها ستة، وقيل: إنها سبعة، وقيل: ثمانية، أما كونها أربعة، فقيل: إنه أبقى مصحفاً بالمدينة، وأرسل مصحفاً إلى الشام، ومصحفاً إلى الكوفة، ومصحفاً إلى البصرة، وأما كونها خمسة، فالأربعة المتقدم ذكرها ومصحفاً لأهل مكة، وأما كونها ستة فالخمسة المتقدمة، والسادس اختلف فيه، فقيل: جعله خاصاً لنفسه، وقيل أرسله إلى البحرين، وأما كونها سبعة، فالستة المتقدم ذكرها، والسابع أرسله إلى اليمن، وأما كونها ثمانية، فالسبعة المتقدم ذكرها والثامن كان لعثمان يقرأ فيه وهو الذي قتل وهو بين يديه (?).

وبعث رضي الله عنه مع كل مصحف من يرشد الناس إلى قراءاته بما يحتمله رسمه من القراءات مما صح وتواتر، فكان عبد الله بن السائب مع المصحف المكي، والمغيرة بن شهاب مع المصحف الشامي، وأبو عبد الرحمن السُّلمي مع المصحف الكوفي، وعامر بن قيس مع المصحف البصري، وأمر زيد بن ثابت أن يقرئ الناس بالمدني (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015