الاماء الشواعر (صفحة 191)

أحاجيك يا خنساء ... في بيت من الشعر

وفيما طوله شبر ... وقد يوقي على الشبر

له في رأسه شق ... نطوق بالذي يجري

إذا ما جف لم يجر ... لدى بر ولا بحر

وإن بل أتى بالعج ... ب المعجب والسحر

وإني لم أرد فحشاً ... ورب الشفع والوتر!

ولكن صغت أبياتاً ... لها حظ من السر

فغضب مولاها وتغير لونه، وقال لسعيد: أتخاطب جاريتي بالفحش والخنا؟ فقالت الجارية: خفض عليك فما ذهب إلى ما ظننت! وإنما يعني القلم! فسري عنه، وضحك سعيد، وقال هي أعلم منك! فاحتبسه مولاها يومئذ، فجعلت تغنيهم ق96 طوراً وتقارضهم طوراً إلى أن سكروا.

وكان مولاها بعد ذلك يواصل سعيداً ويعاشره.

قال عمرو بن بانة: ولقيني مولاها، فسألته عن القصة، فحدثني بها، وأخرج إلي إبتداء سعيد بن وهب وجوابها تحته، شعر:

أبا عثمان حاجيتك ... بما قلت من الشعر

فتاة حلل الشعر لها صافية الفكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015