وَهَا أَنا أذكر قصَّة هَاجر مَعَ سارة كَمَا حَكَاهَا كتاب التَّوْرَاة حَتَّى يتَبَيَّن للْوَاقِف على هَذَا الْكتاب أَن الله تَعَالَى أثنى على هَاجر وإبنها ومدحها وَمَا ذمها بل أخبر بنبوتها أَو صديقتها ونبوة إبنها إِسْمَاعِيل بحول الله

قَالَ التَّوْرَاة إِن سارة إمرأة إِبْرَاهِيم لم تكن تَلد لَهُ وَكَانَت لَهُ أمة مصرية يُقَال إسمها هَاجر فَقَالَت سارة لإِبْرَاهِيم إِن الرب قد حرمني الْوَلَد فَادْخُلْ على أمتِي وإبن بهَا لعلى أرزق بِولد مِنْهَا فَسمع إِبْرَاهِيم قَول سارة وأطاعها فَانْطَلَقت سارة امْرَأَة إِبْرَاهِيم بهاجر أمتها المصرية وَذَلِكَ بَعْدَمَا سكن إِبْرَاهِيم أَرض كنعان عشر سِنِين فأدخلتها على إِبْرَاهِيم زَوجهَا فَدخل إِبْرَاهِيم على هَاجر فحبلت فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا قد حبلت استسفهت وزرت بسيدها وهانت فِي عينهَا فَقَالَت سارة يَا إِبْرَاهِيم أَنْت صَاحب ظلامتي أَنا وضعت أمتِي فِي حضنك فَلَمَّا حملت هنت عَلَيْهَا يحكم الرب بيني وَبَيْنك فَقَالَ إِبْرَاهِيم لسارة إمرأته هَذِه أمتك فِي يَديك فاصنعي فِيهَا مَا أَحْبَبْت وَحسن فِي عَيْنَيْك وسرك ووافقك

فأهانتها سارة سيدتها فهربت مِنْهَا فلقيها ملاك الرب على عين مَاء فِي الْبَريَّة فِي طَرِيق جرار فَقَالَ لَهَا يَا هَاجر أمة سارة من أَيْن لَك أَقبلت وَأَيْنَ تريدين فَقَالَت أَنا هاربة من سارة سيدتي فَقَالَ لَهَا ملاك الرب انطلقي إِلَى سيدتك وتعبدي لَهَا ثمَّ قَالَ لَهَا ملاك الرب عَن قَول الرب أَنا مكثر زرعك ومنميه حَتَّى لَا يحصوا من كثرتهم ثمَّ قَالَ لَك الرب إِنَّك حُبْلَى وستلدين إبنا وتدعين إسمه إِسْمَاعِيل لِأَن الرب قد عرف ذلتك وخضوعك وَيكون إبنك هَذَا وحشيا من النَّاس يَده على كل وَيَد كل بِهِ وسيحل على جَمِيع حُدُود إخْوَته فدعَتْ إسم الرب الَّذِي كلمها فَقَالَت أَنْت الله ذُو الْوَحْي والرؤيا

هَذَا ذكر الله لهاجر وإبنها فِي السّفر الأول فِي التَّوْرَاة فِي الإصحاح السَّادِس عشر مِنْهَا وَذكرهَا أَيْضا فِي الإصحاح الْحَادِي وَالْعِشْرين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015