رضي الله عنهم أسلم وأعلم وأحكم، فهم أهل الفقه والفهم والعلم والحكمة، ومما يدل على ذلك حديث البخاري: لما قال عبد الرحمن بن عوف لعمر: فأمهل حتى تقدم المدينة دار الهجرة ودار السنة فتخلص بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار فيحفظوا مقالتك وينزلوها على وجهها، وفي لفظ: فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس.

قال الحافظ ابن حجر: واستدل به على أن أهل المدينة مخصوصون بالعلم والفهم لاتفاق عبد الرحمن وعمر على ذلك، كذا قال المهلب فيما حكاه ابن بطال وأقره، وهو صحيح في حق أهل ذلك العصر ويلتحق بهم من ضاهاهم في ذلك، ولا يلزم من ذلك أن يستمر ذلك في كل عصر بل ولا في كل فرد فرد (?).

فهذا ابن عباس، رضي الله عنهما، يشهد لمعاوية رضي الله عنه بالفقه، والتزكية الصادرة من ابن عباس لها وقع ومكان، فقيل له: هل لك في أمير المؤمنين معاوية، فإنه ما أوتر إلا بواحدة، فقال: إنه فقيه. وفي رواية: أصاب إنه فقية (?).

وعائشة، رضي الله عنها، تقول: من أفتاكم بصوم عاشوراء؟ قالوا: علي، قالت: أما إنه أعلم الناس بالسنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015