أخبروه عما لحقني منذ أبلاني فقده، عساه يحنو لي ويصفو وجده، قولوا له: ما زال حزينا بلقاء غيرك فطيبه فإنَّ وجهك سعده.

إخوتاه

إي والله لا شيءَ في الدنيا أحبُّ لناظري من منظرِ الخلانِ والأصحابِ المتحابين في الله، ولكن أين هم؟ أين المتحابون في الله؟!!

في زمن الغربة يمضي الإنسان يبحث عن حبيب، يبحث عن نصير، يبحث عن معين، وهو في الأصل يكتفي بالله عز وجل أنيسا ومعيناً ونصيراً، ولكن مع كثرة الأعداء وكثرة الشبهات والشهوات وقلة الأتباع والأنصار يجد المرء نفسه يناجي ربه يشكو إليه ما صار إليه الحال الآن " اللهم إننا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربنا، إلى من تكلنا، إلى قريب يتجهمنا، أو إلى عدو ملكته أمرنا إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لنا، نعوذ بنور وجهك من أن ينزل بنا غضبك، أو يحل علينا سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك ".

نعم والله إن هذا الدعاء لينطق بحرقة قلوبنا مما نحن فيه في هذه الآونة، ومن خلال تلك الكلمات تجد قلباً مكلومًا، يبحث عن حبيب يصفو إليه، ويأوي إليه، ويبثه همومه، ويحمله أحزانه، ويشاركه أفراحه وأتراحه.

أين هذا الصديق ……؟ أين هذا الأخ الحبيب … .. ؟ أين …أين … .. ؟

قلَّ الصديقُ وإِنْ أصبحتَ تعرفُ لي مكانهُ، فأَبِنْ لي أينَ أقصدهُ

إخوتاه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015