ومن كان شديدَ التعلُّقِ بالمساجدِ لأداءِ الصلاةِ مع الجماعةِ فيها، فإنَّ اللهَ سيظلُّه بظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه. فعن أبي هريرةَ –رضي اللهُ عنه- عن النبيِّ -صلى اللهُ عليه وسلم- قال: (سبعةٌ يظلهم اللهُ بظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه،.. وذكر منهم ... ورجلٌ قلبُه معلَّقٌ بالمساجدِ) متفق عليه.

ويزيدُ فضلُ الجماعةِ بزيادةِ المصلين، فقد قال الرسولُ -صلى اللهُ عليه وسلم-: (وإنّ صلاةَ الرجلِ مع الرجلِ أزكى من صلاتِه وحدَه، وصلاتُه مع الرجلين أزكى من صلاتِه مع الرجلِ، وما هو أكثرُ فهو أحبُّ إلى اللهِ تعالى) أخرجه أبو داوود وحسنه الألباني.

وكان اهتمامُ النبيِّ -صلى اللهُ عليه وسلم- بصلاةِ الجماعةِ اهتمامًا شديدًا. فلم يتركها حتى في ساحاتِ القتالِ في أشدِّ الأحوالِ وأخطرِها، ولكن كانت هيئةُ الصلاةِ وكيفيتُها تتكيَّفُ بحسب الأوضاعِ، وكان حريصًا عليها حتى مع شدةِ مرضِه –صلى اللهُ عليه وسلم- فقد كان يوصي بها ويسألُ عنها، وقال: (من صلَّى أربعين يومًا في جماعةٍ يدركُ التكبيرةَ الأولى كتب اللهُ له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق) أخرجه الترمذي وصححه الألباني.

أما صلاةُ الفجرِ خاصةً فقد تميَّزتْ بفضائلَ عديدةٍ، زيادةً في الترغيبِ في حضورِها، فمن كان عليها محافِظًا كان لغيرِها أحفظ.

قال تعالى: (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) [الإسراء:77] ، فأمرَ بإقامةِ الصلواتِ ثم خصَّ بالذكرِ صلاةَ الفجرِ بأنَّها مشهودةٌ، تشهدها وتحضرها ملائكةُ الليلِ وملائكةُ النهارِ، وذلك زيادةٌ في فضلِها وبركتِها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015