فصل في الترغيب في حضور الفجر جماعة والترهيب من تركها

شكورًا بماذا؟ بالقيامِ بالعبادةِ والعملِ لا باللسانِ والقلبِ فقط، فهل نحنُ نشكرُ اللهَ على نعمِه التي لا تُحصى بالقيامِ ولو ساعةً أو ربعَ ساعةٍ؟!

كثيرٌ منا يردد الشكرَ بقلبِه وعلى لسانِه فإذا ذكَّرَ بالشكرِ بالعملِ قال: اللهُ يهدينا ويعفو عنا.

نعم.. الدعاءُ بالهدايةِ والعفوِ مطلوبٌ.. ولكن هل بذلنا أسبابَ الهدايةِ والعفوِ.. وهل نريد أن نبذلَها؟!

إن كُنَّا نريد أن نبذلَها حقًّا, فلنتعاونْ على بيانِ أسبابِ القيامِ، ونتعاون كذلك على العملِ بها، ونسألُ المولى الغنيَّ الكريمَ أنْ يعلِّمَنا ما ينفعُنا وينفعَنا بما علَّمنا، ولا يكون همُّنا نيلَ العلمِ لمماراةِ السفهاءِ، والرياءَ والسمعةَ.

فصلٌ

في الترغيبِ في حضور الفجر جماعةً والترهيبِ من تركها

أخي المؤمنُ إنَّ من أعظمِ الأسبابِ المعينةِ على القيامِ لصلاةِ الفجرِ؛ معرفتَك للأجرِ العظيمِ الذي يحظى به مُصلِّي الفجرِ شاهدًا.. أيُّ في أولِ الوقتِ.. وكذلك في الجماعةِ.

وقد جاءت النصوصُ بالحثِّ على إقامةِ الصلواتِ في وقتِها جماعةً في المساجدِ، وتفضيلِ صلاةِ الجماعةِ على صلاةِ المنفردِ، وفضلِ الخطى إلى المساجدِ.

ومن هذه النصوصِ:

قولُ النبيِّ -صلى اللهُ عليه وسلم-: (صلاةُ الرجلِ في جماعةٍ تضعُف على صلاتِه في بيتِه وفي سوقِه خمساً وعشرين ضعفًا، ذلك إذا توضأ فأحسنَ الوضوءَ ثم خرجَ إلى المسجدِ لا يخرجُه إلا الصلاةُ لم يخطُ خطوةً إلا رُفعت له بها درجةٌ، وحُطَّ عنه بها خطيئةٌ، فإذا صلَّى لم تزلِ الملائكةُ تصلِّي عليه، ما دام في مصلَّاه ما لم يحدث، اللَّهم ارحمه، ولا يزال في صلاةٍ ما انتظر الصلاةَ) متفق عليه.

وعن ابنِ مسعودٍ - رضي اللهُ عنه- يرفعه: (من سرَّه أن يلقى اللهَ غدًا مسلمًا، فليحافظ على هؤلاءِ الصلواتِ حيث يُنادى بهنَّ، فإنَّ اللهَ تعالى شرع لنبيِّكم -صلى اللهُ عليه وسلم- سنَنَ الهدى وإنهنَّ من سننِ الهدى) رواه مسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015