. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الله الذى لا إله إلا أنا وحدى، لا شريك لى، خلقت الخير والشر، فطوبى لمن خلقته للخير وأخدمته على يديه، والويل لمن خلقته للشر وأخدمته على يديه ".

وقيل: كان الكنز مالاً مدفوناً، وقيل: الموضع الذى التقيا فيه وهو مجمع البحرين، الذى نص الله عليه. قال أبى بن كعب: إفريقية. وقال ابن سيرين: القرية هى الأيلة، ورأيت فى الكتاب المظفرى أنها قرية خلف الأندلس، ورواه عن الطبرى.

وقوله آخر الحديث: " وجاء عصفور حتى وقف على حرف السفينة، ثم نقر فى البحر، فقال له الخضر: ما نقص علمى وعلمك من علم الله إلا مثل ما نمص هذا العصفور من البحر " (?): هذا على طريق التمثيل، وعلم الله لا يدخله النقص والزيادة. والمراد [ها] (?) هنا راجع إلى ما أخذ العصفور لا يظهر أنه نقص من البحر شيئاً لقلته فى كثرة ماء البحر وعظمته، كما لا يظهر هذا ولا يبين، حتى كأنه لم يأخذ شيئاً، كذلك ما أعلمه أنا وتعلمه أنت من معلومات الله، لا تجزئ هذه النقطة التى أخذ العصفور من البحر. ونسبة ذلك إلى معلومات الله فى التمثيل نسبة تلك إلى البحر، وهذا كقوله: {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} (?).

وذكر النقص هاهنا على المجاز، أو يرجع فى حقهما، أى ما نقص علمنا مما جهلنا من معلومات الله إلا مثل هذا فى التقدير والقلة. وقد جاء نحو ما أشرنا إليه من التمثيل مفسراً فى حديث ابن جريج فى البخارى، فقال: " ما علمى وعلمك فى جنب علم الله إلا كما أخذ هذا العصفور بمنقاره من البحر " (?). فأوقع العلم هنا موقع المعلوم، وقد يؤتى بالمصدر مكان المفعول كقولهم: درهم ضرب الأمير.

[وقال بعض من أشكل عليه هذا اللفظ] (?): والمعنى المراد بإلا هنا ولا: أى ما نقص علمى وعلمك من علم الله، ولا ما أخذ هذا العصفور من البحر، أى أن علم الله لا ينقص ولا يجوز ذلك عليه وهذا لا يضطر إليه لما بيناه.

وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رحمة الله علينا وعلى أخى موسى "، وقوله: وكان إذا ذكر أحدًا من الأنبياء بدأ بنفسه: " رحمة الله علينا وعلى أخى فلان ": فيه جواز بداية الإنسان بنفسه فى الأدعية وأشباهها، بخلاف ما يكون من أمور الدنيا، فإن تأخير الإنسان فيه نفسه وتقديم اسم غيره أدب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015