ومن ذلك قوله: (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها) (?) . أي:

فسوى الدمدمة بينهم، وهو الدمار.

وقيل: سواهم بالأرض، أو سوى بهم بعدهم من الأمم.

(وَلا يَخافُ عُقْباها) (?) أي: الله تعالى، لا يخاف عاقبة إهلاكه إياهم، ولا تبعة من أحد لفعله، كقوله: (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ) (?) .

وقيل: لم يخف الذي عقر الناقة عقباها. أي: عقبى عقر الناقة، على حذف المضاف. عن الضحاك.

وقيل: لا يخاف صالح- رسول الله صلى الله عليه- تبعتها، أي:

قد أهلكها الله ودمرها وكفاه مؤونتها.

و «الواو» يجوز أن تكون للحال، أي: فسواها غير خائف عقباها، أي: غير خائف أن يتعقب عليه في شيء مما فعله.

وقيل: فعقروها غير خائف عقباها. ولم يقل: ولا تخافون لأن لفظ «أشقى» مفرد، فهو كقوله: (مَنْ يَسْتَمِعُ) (?) ، و (مَنْ يَسْتَمِعُونَ) (?) .

ومن ذلك قوله: (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ) (?) ، فيكون على إضافة المصدر إلى المفعول، مثل: (بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ) (?) (وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ) (?) لأن الضمير للروم، وهم المغلوبون، كأنه لما قيل: (فَخُذْها بِقُوَّةٍ) (?) أي: بجد واجتهاد، علمنا أنه أخذ بما أمر به وتلقّاه بالقبول.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015