مع عدم الإصرار على إقناع الطرف الآخر.

وهذا شيء من الإيضاح لكل ضابطٍ كما يأتي:

أولاً: ضرورة العلم بالقضية المطروحة للنقاش:

لا بد للمحاور من معرفة القضية المطروحة للنقاش والعلم بها , بل وتكون واضحة المعالم , لأن " المطلوب هو الوضوح في طرح الأفكار والتدليل عليها " (?) , ولا يكون ذلك إلا إذا فهم المتحاورون موضوع الحوار المراد نقاشه , إذ كيف يعرض الإنسان أفكاره أو يناقش قضية لا يحيط بها علماً ,وهذا ما جعل مصعب بن عمير - رضي الله عنه - يجيد عرض ما يريد على من يتحاور معهم , فقضيته واضحة ومعلومة لديه وقد عرضها بأحسن أسلوب , وهو بيانها عن طريق قراءة آيات من القرآن الكريم على مسامعهم.

فقد كان العلم بموضوع الحوار واضحاً عند مصعب بن عمير - رضي الله عنه - وكذا عند صاحبيه رضوان الله عليهم , في أنه أتى بدين جديد يخالف ما هم عليه يريد أن يعرضه عليهم , فوافق أسيد بن حضير , وسعد بن معاذ رضي الله عنهما , فكان مما قاله مصعب بن عمير - رضي الله عنه - , " أو تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرا قبلته وإن كرهته كفّ عنك ما تكره؟ فقال: أنصفت " (?) , وهما يعلمان أن القضية التي سيطرحها , دين جديد يخالف دين آبائهم وأجدادهم , فقبلا ذلك فسار الحوار في أحسن حال , حتى تحقق الهدف المنشود عند مصعب بن عمير - رضي الله عنه - , وهو نشر الدين الإسلامي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015