أما جماعة من الزيدية , فهم يقولون بأن قوله حجة إذا وافق ما يذهبون إليه , ولقد أعظم النكير عليهم العلامة محمد بن علي الشوكاني في كتابه نيل الأوطار في باب الحجر على المبذر. قال رحمه الله: وكثيراً ما ترى جماعة من الزيدية في مؤلفاتهم يجزمون بحجة قول علي إن وافق ما يذهبون إليه، ويعتذرون عنه إن خالف بأنه اجتهاد لا حجة فيه. أ.هـ. كلامه رحمه الله.

161/ 41 - حديث: " إن حافظي علي بن أبي طالب ليفتخران على جميع الحفظة بكينونتهما مع علي، أنهما لم يصعدا إلى الله تعالى بشيء منه يسخط الله عز وجل".

قال الشوكاني: رواه الخطيب عن عمار مرفوعاً , وقال: هذا طريق مظلم، ورواه من طريق وقال: فيها مجهولون.

162/ 42 - حديث:" من مات وفي قلبه بغض لعلي بن أبي طالب , فليمت يهودياً , أو نصرانياً".

قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، والمتهم به علي بن قرين. قال العقيلي: هو موضع هذا الحديث. وقال يحيى بن معين: هو كذاب خبيث. وقال البغوي: كان يكذب.

163/ 43 - حديث: إن علياً رأى النبي صلى الله عليه وسلم عند الصفا، وهو مقبل على شخص في صورة الفيل، وهو يلعنه، فقلت: من هذا الذي تلعنه يا رسول الله؟ فقال:" هذا الشيطان الرجيم" فقلت: والله، يا عدو الله لأقتلنك، ولأريحن الأمة منك فقال: ما هذا جزائي منك، قلت: فما جزاؤك يا عدو الله؟ قال: والله، ما أبغضك أحد قط إلا شاركت أباه في رحم أمه".

وجاء من طريق أخرى عن ابن عباس بهذا المعنى وفيها زيادة: اقرأ ما قال الله تعالى: (وشاركهم في الأموال والأولاد) الإسراء: 64.

قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع. أما حديث ابن مسعود فإنه عمل إسحاق بن محمد النخعي، وهو الذي يقال له: إسحاق الأحمر. قال أبو بكر الخطيب: كان إسحاق من الغلاة، وإليه تنسب الطائفة المعروفة بالإسحاقية، وهو ممن يعتقد في علي الإلهية قال: وأحسب أن حديث ابن عباس سرق من هذا الحديث، وركب على ذلك الإسناد.

قال ابن الجوزي: وهذا هو الظاهر. وأن إسحاق وضع حديث ابن مسعود فسرقه ابن أبي الأزهر، وقد ذكر عن أبي بكر بن ثابت أن ابن أبي الأزهر كان يضع الأحاديث على الثقات.

164/ 44 - حديث: من أحب أن يتمسك بالقضيب الرطب الدر الذي غرسه الله بيده، فليتمسك بحب علي بن أبي طالب عليه السلام:"

قال ابن الجوزي: قال الأزدي: كان إسحاق بن إبراهيم يضع الحديث.

وجاء من طريق أخرى فيها الحسن بن علي بن زكريا العدوي.

قال الدار قطني: ما كتبته إلا عنه.

قال ابن الجوزي: وهو العدوي الكذاب الوضاع، ولعله سرقه من النحوي.

165/ 45 - إن الله منع القطر عن بني إسرائيل بسوء رأيهم في أنبيائهم، وأنه يمنع المطر عن هذه الأمة ببغضهم علي بن أبي طالب"

قال ابن الجوزي: رواه ابن عدي عن ابن عباس مرفوعاً، وقال: وضعه الحسن بن عثمان بن زياد على الطهراني، والطهراني صدوق. وقال عبدان: الحسن كذاب.

166/ 46 - قول أنس: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي برزة الأسلمي فقال له وأنا أسمع:" يا أبا برزة، إن رب العالمين عهد إلي عهداً في علي بن أبي طالب، فقال: إنه رائد الهدى , ومنار الإيمان , وإمام أوليائي، يا أبا برزة، علي بن أبي طالب أميني غداً في القيامة، وصاحب رايتي يوم القيامة، وثقتي على مفاتيح خزائن جنة ربي".

167/ 46 - عن جابر بن سمرة قال: قالوا: يا رسول الله، من يحمل رايتك يوم القيامة؟ قال:" الذي حملها في الدنيا علي ابن أبي طالب عليه السلام"

قال ابن الجوزي: أما الحديث فلم أر للاهز غير هذا، وقال أبو الفتح الأزدي: لاهز غير ثقة ولا مأمون، وهو أيضاً مجهول. وقال ابن عدي: لاهز مجهول يروي عن الثقات المناكير، روى هذا الحديث الباطل في فضل علي , والبلاء منه.

وأما حديث جابر , فقال يحيى: ناضح ليس بثقة. وقال مرة: ليس بشيء.

وقال الفلاس: متروك الحديث. وقال ابن حبان: ينفرد بالمناكير عن المشاهير.

وقال أبو أحمد بن عدي: هو من متشيعي الكوفة، روى حديث الراية، وهو غير محفوظ. وقد روى أبو بكر بن مردويه هذا الحديث من طرق ليس فيها ما يصح.

والعجب من حافظ الحديث كيف يروي ما يعلم أنه باطل ولا يبين ما يعلمه. إن هذا لخيانة للشرع.

ـ[أبومالك عدنان المقطري]ــــــــ[04 - 08 - 10, 10:42 ص]ـ

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015