, و موافقته فيما شرع له القيام لأجله “. (تنبيه): تقدم في أثر أنس أن المستمر بن الريان رآه , فهذا يدل على أنه من صغار التابعين , فهذا ينافي جعل الحافظ إياه في “ التقريب “ من الطبقة السادسة , فحقه أن يجعله من الطبقة الخامسة لأنه يصدق عليه قوله في مقدمة “ التقريب “ بعد أن ذكر طبقات التابعين: “ الخامسة: الطبقة الصغرى منهم الذين رأوا الواحد و الاثنين و لم يثبت لبعضهم السماع من الصحابة كالأعمش “. و لأنه لا يصدق عليه قوله بعدها: “ السادسة طبقة عاصروا الخامسة , لكن لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة , كابن جريج “. لا يقال: لعل الحافظ لم يقف على رؤية المستمر لأنس , لأننا نقول: قد ذكر ذلك هو نفسه في “ التهذيب “ , فلعله نسي ذلك. و الله أعلم.

المجلد:

الخامس

السلسلة الصحيحة.إنتهى

وإذا علمت هذا تبين لك أن حسن السقاف من وقع في الخلط, بين رواية الترمذي الضعيفة والتي متنها (كان النبي صلى الله عليه وآله إذا استوى على المنبر استقبلناه بوجوهنا) ,وبين ما أخرجه البخاري في “ التاريخ الكبير “ (4/ 2 / 47) و ابن حبان في “ ثقات أتباع التابعين “ (7/ 518) من طريق محمد بن القاسم عن # مطيع الغزال عن أبيه عن جده , الذي كما حققه في صحيح الجامع , والذي متنه “ كان إذا صعد المنبر أقبلنا بوجوهنا إليه “ ,وما جاء في صحيح إبن ماجه رقم الحديث: 932

متن الحديث: 932 - (صحيح) عن عدي بن ثابت عن أبيه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام على المنبر استقبله أصحابه بوجوههم * (صحيح) الصحيحة 2080.

وهذا اليس بغريب على من يسمي متنين مختلفين لحديثين مختلفين من رواية أكثر من صحابي بالزوائد ..... ولقد نادى على نفسه بعدم الإطلاع, وأن بضاعته في هذا العلم قليلة. وإذا تبين لك هذا علمت أن فيه حديث ضعيف من رواية الترمذي, وفيه حديث آخر صححه الألباني رحمه الله والدي رواه إبن ماجه, أخرجه البخاري في “ التاريخ الكبير “ (4/ 2 / 47) و ابن حبان في “ ثقات أتباع التابعين “ (7/ 518) من طريق محمد بن القاسم عن مطيع الغزال عن أبيه عن جده مرفوعا. لكما أختلط على حسن السقاف, هلا تعلم هذه الصناعة من أهلها ....

تكمله

أما قول الألباني رحمه الله في نهاية تحقيقه لحديث الترمذي, باللفظة صحيح, فهي ليست حكما على حديث الترمذي, كماأختلط حسن السقاف, ولا نقول كما وهم, للأن الوهم يرفع من درجته العلمية, ولكن تعقبا لكلام الترمذي, حيث قال لم يتبث ذلك عن اصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم , كما بينه في تحقيقه في صحيح جامع

و قال الترمذي: “ و في الباب عن ابن عمر , و محمد بن الفضل ذاهب الحديث , و العمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم و غيرهم يستحبون استقبال الإمام إذا خطب. و هو قول سفيان الثوري و الشافعي و أحمد و إسحاق , و لا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء “. كذا قال , و فيه نظر لما تقدم من حديث ابن المبارك , و للشاهد الآتي. و قوله: “ ... عن ابن عمر “ لم أره مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فروى البيهقي بسنده عن أبي عمار (الأصل: أبي عامر): حدثنا الوليد بن مسلم أخبرني إسماعيل و غيره عن يحيى بن سعيد الأنصاري قال: “ السنة إذا قعد الإمام على المنبر يوم الجمعة يقبل عليه القوم بوجوههم جميعا “. و بإسناده: حدثنا الوليد قال: فذكرت ذلك لليث بن سعد فأخبرني عن ابن عجلان أنه أخبره عن نافع: “ أن ابن عمر كان يفرغ من سبحته يوم الجمعة قبل خروج الإمام , فإذا خرج لم يقعد الإمام حتى يستقبله “. قلت: و هذا إسناده جيد , رجاله مترجمون في “ التهذيب “ إلى ابن عمار و اسمه الحسين بن حريث المروزي , و ما في الأصل خطأ لعله من الطابع أو الناسخ , فإن الراوي عنه إبراهيم بن محمد بن الحسن , و هو ابن متويه الأصبهاني , و هو مترجم ترجمة حسنة في “ طبقات الأصبهانيين “ لأبي الشيخ و “ أخبار أصبهان “ لأبي نعيم , و هو من شيوخ أبي الشيخ , فقد ذكره المزي في الرواة عن أبي عمار , كما ذكر هذا في الرواة عن الوليد بن مسلم. و بالجملة , فهذا الأثر عن ابن عمر قوي الإسناد , و هناك آثار أخرى كثيرة , أخرجها ابن أبي شيبة في “ المصنف “ , و كذا عبد الرزاق في “ مصنفه “ (3/ 217 - 218) من ذلك عند

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015