لا جده , و الخبر ليس بصحيح من طريق أخرى , فيعتبر به “. و إما من الراوي عنه محمد القاسم , و هو أبو إبراهيم الأسدي الكوفي , ترجمه ابن أبي حاتم (4/ 1 / 65) برواية جمع من الثقات عنه , و روى عن ابن معين أنه قال: “ ثقة , قد كتبت عنه “. و عن أبي حاتم قال: “ ليس بقوي , لا يعجبني حديثه “. و بالغ بعضهم في الطعن فيه , فقال أحمد في “ العلل و المعرفة “ (1/ 281 / 1813): “ يكذب , أحاديثه أحاديث موضوعة , ليس بشيء “. و أشار البخاري في “ التاريخ “ (1/ 1 / 214) إلى كلام أحمد هذا فيه. و قال في “ التاريخ الصغير “: “ كذبه أحمد “. و ذكر الفسوي في “ تاريخه “ (3/ 46) عن علي و هو ابن المديني قال: “ قد تركت حديث محمد بن القاسم أبي إبراهيم لا أحدث عنه “. و قال ابن حبان نفسه في “ الضعفاء “ (2/ 288): “ كان ممن يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم , و يأتي عن الأثبات بما لم يحدثوا , لا يجوز الاحتجاج به و لا الرواية عنه بحال , كان ابن حنبل يكذبه “. قلت: فالعجب منه كيف لم يفصح باسم أحد ممن روى عن شيخه مطيع الغزال من أهل الكوفة إلا عن هذا المتهم ?! قلت: فهو علة هذا الحديث , و أما قول ابن حبان: “ و الخبر ليس بصحيح من طريق آخر “. ففيه نظر لأنه قد جاء من طرق يقوي بعضها بعضا مع شاهد لها في “ صحيح البخاري “ و إليك البيان: أولا: عن البراء بن عازب قال: فذكره. أخرجه البيهقي (3/ 198) من طريق محمد بن علي بن غراب: حدثنا أبي عن أبان بن عبد الله البجلي عن عدي بن ثابت عنه. قلت: و هذا إسناد ضعيف , محمد بن علي بن غراب , أورده ابن أبي حاتم (4/ 1 / 28) برواية أخرى عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , فهو مجهول الحال. و أبوه علي بن غراب صدوق مدلس , و قد عنعنه , و قد أعله بالمخالفة , فقال البيهقي: قال ابن خزيمة: “ هذا الخبر عندي معلول , حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا النضر بن إسماعيل عن أبان بن عبد الله البجلي قال: رأيت عدي بن ثابت يستقبل الإمام بوجهه إذا قام يخطب , فقال (لعله: فقلت) له: رأيتك تستقبل الإمام بوجهك ? قال: رأيت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يفعلونه “. قلت: فأعله ابن خزيمة بالوقف على الصحابة , و فيه نظر من وجهين: الأول: أن النضر بن إسماعيل ليس خيرا من علي بن غراب , فقد قال فيه الحافظ في “ التقريب “: “ ليس بالقوي “. و الآخر: أنه قد خالفه ابن المبارك , فقال البيهقي عقبه: “ و كذلك رواه ابن المبارك عن أبان بن عبد الله عن عدي بن ثابت , إلا أنه قال: “ هكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلون برسول الله صلى الله عليه وسلم “. ذكره أبو داود في “ المراسيل “ عن أبي توبة عن ابن المبارك “. و تعقبه ابن التركماني في “ الجوهر النقي “ فقال: “ قلت: هذا مسند , و ليس بمرسل لأن الصحابة كلهم عدول فلا تضرهم الجهالة “. قلت: و هو كما قال لأن الظاهر أن عديا تلقاه عن الصحابة , فهذه متابعة قوية من ابن المبارك لعلي بن غراب ترجح رواية هذا على رواية النضر بن إسماعيل , و بذلك تندفع العلة بالوقف , و يتبين أنه إسناد جيد , فإن رجاله عند أبي داود ثقات رجال الشيخين غير أبان بن عبد الله و هو البجلي الكوفي , و هو حسن الحديث كما قال الذهبي في “ الميزان “. و قال الحافظ في “ التقريب “: “ صدوق , في حفظه لين “. و أبو توبة اسمه الربيع بن نافع و هو شيخ أبي داود في “ المراسيل “ (ق 4/ 2) , و قد تابعه وكيع , فقال: عن أبان بن عبد الله البجلي عن عدي بن ثابت قال: فذكره مرسلا , و قد عرفت الجواب عنه. أخرجه ابن أبي شيبة في “ المصنف “ (2/ 117 - هندية). و خالف الهيثم بن جميل فقال: حدثنا ابن المبارك عن أبان ابن تغلب عن عدي بن ثابت عن أبيه قال: فذكره. أخرجه ابن ماجة (1/ 349) , و قال البوصيري في “ زوائده “ (ق 72/ 2): “ هذا إسناد رجاله ثقات , إلا أنه مرسل “. قلت: و فيه أن الهيثم هذا مع كونه حافظا , فقد قال فيه ابن عدي: “ يغلط على الثقات “. فالظاهر أنه أخطأ على ابن المبارك في موضعين من إسناده , فقد ذكر أبان بن تغلب مكان أبان بن عبد الله. و قال: عن عدي بن ثابت عن أبيه. فزاد عن أبيه. و كل ذلك خطأ مخالف لرواية أبي توبة عن ابن

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015