فاتصال السند معناه أن كل راوى من رواته قد أخذه مباشرة أو حكماً عمن فوقه من أول السند إلى منتهاه،ومعنى أخذه مباشرة أن يتلقى من الراوى عنه فيسمع منه أو يرى ويقول حدثنى أو سمعت أو رأيت فلاناً، ومعنى أخذه حكماً أن يروى عن من عاصره بلفظ يحتمل السماع أو الرؤية مثل قال فلان أو فعل فلان , وقد اختلف العلماء فى حكم التلقى حكماً فيمن عاصره , هل يشترط مع المعاصرة ثبوت الملاقاة أو يكفي إمكانيتها على قولين الأول لا يشترط ثبوت الملاقاة وهو قول مسلم رحمه الله تعالى، والثاني يشترط ثبوت الملاقاة ولو مرة واحد وهو قول البخاري رحمه الله تعالى، ويخرج بالمتصل ستة أنواع من الحديث الضعيفة هي: المعلق، والمرسل، والمعضل، والمنقطع، والمدلس، والمرسل الخفي.

والعدل عدالة الراوي و العدالة معناها إستقامة في الدين والمرؤة، فيخرج بالعدالة خمسة: الكاذب، والمتهم به، والفاسق، والمبتدع، والمجهول.

والضبط ضبط الراوي هو أن يؤدى ما تحمله من مسموع أو مرئي على الوجه الذى تحمله من غير زيادة أو نقص ولا يضر الخطأ اليسير لأنه لا يسلم منه أحد، ويخرج بالضابط خمسة أنواع من الحديث هي: الواهم، و فاحش الغلط، و الكثير الغفلة، مخالفة الثقات، وسيء الحفظ، أما الإشارة بتام الضبط فيخرج به خفيف الضبط وهو راوي الحسن لذاته، والضبط ضبطان: ضبط صدر وهو أن يُثبت ما سمعه بحيث يتمكن من استحضاره متى شاء، وضبط كتاب هو أن يحفظ كتابه من ورَّاقِي السوء.

ويرمز للعدل الضابط برموز منها: أوثق الناس، ثقة ثبت، ثقة متقن، ثقة حجة، ثقة فقيه، ثقة ثقة، ثقة، حجة.

وعدم الشذوذ هي عدم مخالفة الثقة من هو أوثق منه،فالشذوذ وصف للرواية، فقد يكون الراوي ثقة أو صدوق، ومع ذلك أخطأ فى بعض الأحاديث القليلة، فهذه الأحاديث القليلة التي أخطأ فيها يعبر عنها العلماء بأنها أحاديث شاذة.

العلة القادحة سبب غامض خفي يقدح في صحة الحديث مع أن ظاهر الحديث السلامة منه، و الشذوذ والعلة يقعان فى أحاديث الثقات لان الشذوذ والعلة إذا لم يقعان فى أحاديث الثقات فلما نحترز منهما فى الحديث الصحيح، ولو كان الشذوذ والعلة لا يقعان فى أحاديث الثقات لقلنا هو ما يرويه الثقة بإسناد متصل، واكتفينا بهذا، لكن لما اشترطنا مع ذلك أن يكون الحديث الذى يرويه الثقة سالماً من الشذوذ والعلة، نفهم أن الشذوذ والعلة قد يقعان فى أحاديث الثقات.

الخلاصة ان للحديث الصحيح خمسة شروط هي العدالة، والضبط، والاتصال، وعدم الشذوذ، وعدم العلة، وهذه الشروط مشترك بين الصحيح، والحسن، غير أن الصحيح يختص بتمام الضبط، والحسن بخفته.

ملاحظة الحديث الصحيح نوعان والحسن كذلك نوعان، فالصحيح منه ما هو صحيح لذاته، ومنه ما هو صحيح لغيره، والحسن منه ما هو حسن لذاته ومنه ما هو حسن لغيره، فالصحيح لذاته هو ما قمنا بتعريفه فيما سبق، والحسن لذاته عرفنا ان الفرق بينه وبين الصحيح لذاته هو الضبط فالحديث الصحيح لذاته يكون ضبط الراوي قوى أما في الحسن لذاته فيكون ضبط الراوي فيه خفيف، اما الصحيح لغيره فهو الحسن لذاته إذا روي من طرق أخرى مثله أو أقوى منه، وسمي صحيح لغيره لأن الصحة لم تأت من ذات السند وإنما جاءت من انضمام غيره له، و الحسن لغيره هو الحديث الضعيف إذا تعددت طرقه ولم يكن سبب ضعفه فسق الراوي أو كذبه، وكل هذه الأنواع من الأحاديث مقبولة يحتج بها.

مثال الحديث الصحيح لغيره حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يجهز جيشا فنفدت الإبل فأمره أن يأخذ في قلائص الصدقة وكان يأخذ بالبعيرين إلى إبل الصدقة).

فإنه عند أحمد، وأبي داود، وعند الدارقطني بمعناه كلهم من طريق محمد بن إسحاق، وعند البيهقي من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وكلا الطريقين على انفراده من أعلا درجات الحسن لذاته وبمجموع الطريقتين يصبح صحيحا لغيره.

اما الحديث الحسن لغيره فمثاله حديث (لا ضرر ولا ضرار) أخرجه الدارقطني، والحاكم، والبيهقي، عن أبي سعيد الخدري، وابن ماجه من حديث عبادة بن الصامت، من طريق أخرى عن أبن عباس، فيها الجعفي، ومالك في الموطأ عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015