شرح قصيدة غرامي صحيح

ـ[ابو سند محمد]ــــــــ[22 - 10 - 08, 11:40 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا شرح مختصر لقصيدة غرامي صحيح القصيدة الغزلية في علم مصطلح الحديث، ألفها الشيخ شهاب الدين أحمد بن فرح الإشبيلي الشافعي، وقد اشتملت على العديد من المصطلحات الحديثية، فهي قصيدة علي هيئة غزل، لكنها في الحقيقة تحتوي على أقسام الحديث وأنواعه، ولقد أُلفا في هذا الفن العديد من القصائد الغزلية منها:

قول ابن جابر الأندلسي:

قالت أعندك من أهل الهوى حبر ... فقلت إني بذاك العلم معروف

مسلسل الدمع من عَيْنَيَّ مرسله ... على مُدَبَّجِ ذاك الخد موقوف

و قوله أيضاً:

عارضوا مرسل الظلام بنقل ... مُسْنَدٍ عن حِسان تلك الفروع

عذلوا في رواية الحبِّ جفني ... معَ جرح الدموع عند الهموع

عنعنوا نقلَ لوعتي عنْ دُموعي ... عن جُفوني عن قلبيَ الموجوعِ

و قول ابن جابر:

أَرادتْ على دَعْوَى المحبَّةِ شاهِداً ... فقلتُ لها هذِي دُمُوعي فاسْأَلي

فقالتْ لها جُرْحٌ بخدِّكَ بيِّنٌ ... فتلكَ شُهودٌ عندنا لم تعدَّلِ

وإنَّ حَديثَ الدَّمْعِ عندِي مُرْسَلٌ ... وليسَ على ما أَرْسَلوا من مُعَوَّلِ

فيا عَجباً من حُسْنِها وهو مالِكٌ ... ومُرْسَلُ دَمعي عندَهُ غير مُعملِ

واعلم أخي الكريم ان علم الحديث من أجلّ العلوم الشرعية، فعليه تقوم سائر العلوم الشرعية، ومن لم يكن عنده إلمام به أخطأ، وأوقع غيرَه في الخطأ.

ويقصد بعلوم الحديث المسائل المتعلقة بالمتن أو الإسناد أو الرجال وينقسم إلى قسمين علم الحديث رواية، وعلم الحديث دراية، وثمرة هذا العلم تمييز الصحيح من السقيم من الأحاديث.

قصيدة غرامي صحيح

غرامي صحيحٌ والرجا فيك معضل ... وحزني ودمعي مرسَلٌ و مسلسلُ

وصبريَ عنكم يشهد العقلُ أنه ... ضعيفٌ ومتروكٌ وذليَ أجملُ

ولا حسنٌ إلا إستماعُ حديثِكم ... مشافهةً يُملى عليّ فأنقلُ

وأمريَ موقوفٌ عليك وليس لي ... على أحدٍ إلا عليك المعوَّلُ

ولو كان مرفوعاً إليك لكنتَ لي ... على رغم عذالي ترقُ وتعدِلُ

وعذْلُ عذولي منكرٌ لا أسيغه ... و زورٌ و تدليسٌ يُردُ ويُهملُ

أقَضّي زماني فيك متصلَ الأسى ... ومنقطعاً عما به أتوصلُ

وها أنا في أكفان هجرك مدرَجٌ ... تكلفني ما لا أطيق فأحملُ

وأجريتُ دمعي فوق خدي مدبّجاً ... وما هي إلا مهجتي تتحلل

فمتفقٌ جفني وسُهدي وعبرتي ... ومفترقٌ صبري و قلبي المبَلبَلُ

و مؤتلِفٌ وجدي وشجوي ولوعتي ... ومختلفٌ حظي وما منك ءامُلُ

خذِ الوجدَ عني مسنداً ومعنعناً ... فغيري بموضوع الهوى يتحمّلُ

وذي نُبَذٌ من مبهَمِ الحب فاعتبر ... و غامضُه إن رمتَ شرحاً أطوِلٌ

عزيزٌ بكم صبٌ ذليلٌ لعزكم ... ومشهورُ أوصافِ المحب التذللُ

غريبٌ يقاسي البعدَ عنك وما له ... وحقِك عن دار القِلى متحَوَلُ

فرفقاً بمقطوعِ الوسائل ما له ... إليك سبيلٌ لا ولا عنك معدِلُ

فلا زلتَ في عزٍ منيعٍ ورفعةٍ ... ولا زلتَ تعلو بالتجني فأنزلُ

أورّي بسُعدى و الربابِ وزينبٍ ... وأنت الذي تُعنى وأنت المؤَمَلُ

فخذ أولاً من ءاخرٍ ثم أولاً ... من النصف منه فهو فيه مكمَلُ

أبرُّ إذا أقسمتُ أني بحبه ... أهيمُ وقلبي بالصبابة مُشعَلُ

ـ[ابو سند محمد]ــــــــ[22 - 10 - 08, 11:42 م]ـ

شرح القصيدة

غرامي صحيحٌ والرجا فيك معضَلُ ... وحزني ودمعي مرسَلٌ ومسلسلُ

المصطلحات الحديثية في هذا البيت

(صحيح)، (معضَلُ)، (مرسَلٌ)، (مسلسلُ)

(غرامي) الغرام العشق أو الحب.

قال الشاعر:

ما بالُ دَاعي غَرامي حِينَ يأمُرني ... بأنْ أكابدَ حُرَّ الْوجِد يَنهاكِ

وَكم غدَا الْقلبُ ذَا يأسٍ وَذَا طَمع ... يَرجوكِ أنْ تَرحميهِ وَهْوَ يَخشاكِ

(صحيح) الصحيح في اللغة ضد المكسور وعند النحويين ضد المعتل، اما في مصطلح الحديث فالحديث الصحيح هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة قادحة.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015