وإسحاق بن سعيد من السابعة، توفي سنة 170 هـ وقيل بعدها، ووثقه النسائي وابن حبان وابن حجر، وقال أحمد والدارقطني: ليس به بأس، وهو من رجال الشيخين.

- سعيد: هو سعيد بن عمرو والد إسحاق، أبو عثمان الأموي الدمشقي الكوفي، من الثالثة، مات بعد 120 هـ، روى له الجماعة إلا الترمذي، ووثقه أبو زرعة والنسائي وابن حبان وابن حجر، وقال أبو حاتم: صدوق.

- خالد بن سعيد: هو خالد بن سعيد بن العاص بن أمية أبو سعيد القرشي عمُّ سعيد بن عمرو، صحابي جليل، وهو أحد السابقين الأولين، تقدمت وفاته في معركة أجنادين سنة 13 هـ، فرواية سعيد بن عمرو عنه مرسلة كما بينه المزي رحمه الله.

- هذا الحديث: رواه الحاكم أيضاً في مستدركه والطبراني في الكبير كلاهما من طريق يحيى الحماني عن إسحاق بن سعيد، وصححه الحاكم فتعقبه الذهبي بأن يحيى الحماني ضعيف، وبه أعلَّ الهيثميُّ الحديثَ في مجمع الزوائد أيضاً، ومما تقدم يتبيَّن أن الحماني ليس علة الحديث لأن الفضل بن دكين تابعه عند ابن سعد في الطبقات، وإنما الحديث ضعيف لأنه منقطع بين سعيد بن عمرو وبين عمه خالد بن سعيد، ولا بأس به في الشواهد، فهو مقوٍّ لحديث المعيقيب المتقدم.

4. قال الطبراني في الأوسط: حدثنا مطلب بن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن سعد عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن أبي النجيب، عن أبي سعيد الخدري قال: أقبل رجلٌ من البحرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يردَّ عليه السلام، وكان في يده خاتم من ذهب، وعليه جبة حرير، فانصرف الرجل محزوناً، فشكا ذلك إلى امرأته، فقالت له: لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كره جُبَّتَكَ وخاتَمَك فألقهما، فألقاهما، ثم غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فردَّ عليه السلام قال: يا رسول الله، أتيتُكَ آنفاً فأعرضتَّ عنِّي؟ فقال: " إنه كان في يدك جمرة من نار " قال: لقد جئتُ إذاً بجمرٍ كبير، فقال: " إن ما جئت به ليس بأجدى عنك من حجارة الحرة، ولكنه متاع الحياة الدنيا " قال: فبماذا أتختَّم؟ قال: " حلقة من وَرِق، أو حديد، أو صفر ".

- مطلب بن شعيب: ترجمته في الكامل لابن عدي وميزان الاعتدال واللسان، وهو مروزيٌّ سكن مصر، وحدَّث عن سعيد بن أبى مريم وعبد الله بن صالح، ذكره ابن عدي في الكامل وذكر له حديثاً واحداً منكراً، ثم قال: ((لم أرَ له حديثاً منكراً غير هذا، ... وسائر أحاديثه عن أبي صالح مستقيمة)) ا. هـ كلام ابن عدي، وقال ابن حجر في اللسان: ((وقد أكثر الطبراني عن مطلب هذا، وهو صدوق)) ثم ذكر ابن حجر توثيقَ أبي سعيد بن يونس له في تاريخ مصر.

- عبد الله بن صالح: أبو صالح المصري، كاتب الليث كثير الغلط، ولذا ليَّنه عامة الأئمة.

- الليث بن سعد وعمرو بن الحارث: إمامان حافظان مصريان ثقتان ثبتان.

- بكر بن سوادة: هو بَكر بن سَوَادة بن ثُمَامة الجُذامي المصرى، ثقة فقيه مفتٍ من الثالثة، مات سنة بضع وعشرين ومائة، روى له الجماعة إلا البخاري تعليقاً.

- أبو النُجيب: اسمه ظَليم بالفتح أبو النجيب – وقيل بالتاء أبو التجيب - العامري المصري، مولى عبد الله بن سعد بن أبى سرح، من الرابعة، توفي سنة 88هـ بأفريقية، كان فقيها، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم يذكر المزيُّ راوياً عنه إلا بكر بن سَوَادة، وفي التقريب: مقبول.

- هذا الحديث: فيه ضعف ومداره على راويين ضعيفين، وتفرد عبد الله بن صالح وأبي النُجيب بمثله لا يحتمل.

5. قال البيهقي في الشعب: وروينا عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه رُئِيَ وفي يده خاتم من حديد، وهذا وصله ابن أبي شيبة وابن سعد في الطبقات عن ابن مسعود رضي الله عنه، فقال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم قال: (أخبرني من رأى على عبد الله خاتماً من حديد)، ثم قال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع عن الأعمش قال: (رأيت على إبراهيم خاتم حديد).

فهذه أسانيد صحيحة إلى إبراهيم النخعي، وتابع الأعمشَ على هذا أبو معشر كما عند ابن سعد في الطبقات بسند صحيح أيضاً، وفيه: ((عن إبراهيم أن ابن مسعود كان خاتمه من حديد))، ومراسيل إبراهيم النخعي إلى ابن مسعود مأمونة قوية لا يضرُّ عدمُ العلمِ في الواسطة بينهما.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015