استدلال الخطيب بالسنة النبوية

ـ[إبراهيم بن محمد الحقيل]ــــــــ[14 - 09 - 08, 11:28 م]ـ

استدلال الخطيب بالسنة النبوية ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn1))

إبراهيم بن محمد الحقيل

Hogail55@gawab.com

السنة النبوية هي المصدر الثاني من مصادر التشريع في الإسلام، وأدلة وجوب الأخذ بها كثيرة جدا من الكتاب ومن السنة.

فمن الكتاب:

قول الله تعالى [قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ] {آل عمران:31} وقوله سبحانه: [مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا] {النساء:80} وقوله عز وجل: [وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا] {الحشر:7}

ومن السنة:

1 - قول النبي عليه الصلاة والسلام في الموعظة التي حكاها العرباض بن سارية رضي الله عنه، وفيها: (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn2))

2- حديث المقدام بن معدي كرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، لا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه) ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn3)) وأجمع المسلمون على ذلك.

والسنة تبين ما أجمل في القرآن، وتفصل ما اختصر، وتعين ما أبهم، وقد خاطب الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام بهذا المعنى في قوله عز وجل [وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ] {النحل:44} وفي آية أخرى [وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ] {النحل:64}

والسنة النبوية بالنسبة إلى ما ورد في القرآن على ثلاثة أنواع:

1 - مؤكدة لما جاء في القرآن، فيكون الكتاب مثبتاً والسنة مؤيدة.

2 - مبينة لما جاء في القرآن بتفصيل مجمله، وتقييد مطلقه، وتخصيص عامه.

3 - مشرعة لأحكام لم ترد في القرآن، كتحريم نكاح المرأة على عمتها أو خالتها.

وللسنة مكانة عظيمة في نفوس المسلمين لمحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وشغفهم باتباعه لنيل رضوان الله تعالى ومحبته [قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ] {آل عمران:31}.

ولا يجمل بالخطيب أو الداعية أو الواعظ أن تكون خطبته أو موعظته خالية من هدايات النبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وتقريراته.

والملاحظ أن الانفتاح الإعلامي، وانتشار كثير من الحوارات والمناظرات على الفضائيات قد أثر كثيرا في بعض الخطباء والدعاة فصاروا يتقمصون شخصيات من يسمون بالمثقفين والمفكرين في كثرة الاستدلالات العقلية على حساب النصوص من الكتاب والسنة، وبعضهم صار يستبدل بالنصوص المعصومة أقوال الفلاسفة والمفكرين والكتاب الغربيين لما يلي:

1 - إرضاء جمهوره من الحضور أو المستمعين الذين يستمعون له.

2 - كسب ود الوسيلة الإعلامية التي أبرزته للناس، وخصته ببرنامج فيها دون غيره.

3 - مجاراة ما يُلقى على أسماع الناس عبر وسائل الإعلام المختلفة من ألفاظ ومصطلحات وأفكار لم تكن من قبل في معاجم الدعاة والمصلحين، ولا تجري على ألسنتهم؛ وذلك مثل: مصطلحات: أنا، والآخر، والرأي، والتعايش السلمي، والحوار، وغير ذلك.

4 - محاولة إظهار نفسه أمام المستمعين بمظهر الخطيب المثقف الذي يُلم بأدوات العصر ومصطلحاته. ولو كان ممحصا لها، وناقدا لخللها لكان ذلك محمودا ولكن يغلب على هذا الصنف استخدامها والموافقة عليها والقناعة بها وربما ترويجها والدفاع عنها.

وقد تجتمع هذه الأسباب أو بعضها في الواحد من الخطباء.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015