في ترجمة إبراهيم بن عقيل الصنعاني ذكر صاحبا التحرير أن ممن وثقه الذهبي فتعقبهما الدكتور ماهر بقوله: أما قولهما إن الذهبي وثقه، فيستغرب ممن له مثل علمهما، فالذهبي رحمه الله لم يوثقه ألبتة، وإنما أشار إلى أن هناك من قال بتوثيقه، فقال في الكاشف: وُثِّق (كشف الإيهام /206).

وفي ترجمة عقَّار بن المغيرة بن شعبة ذكر صاحبا التحرير أنه صدوق حسن الحديث إذ لم يوثقه أحد سوى العجلي المتساهل في توثيق الكوفيين، وذكره ابن حبان في الثقات، فتعقبهما الدكتور ماهر بقوله: إن حصر توثيقه بالعجلي، وابن حبان إجحاف، فقد قال الذهبي في الكاشف: وثق (كشف الإيهام /474)

فلماذا يتعقبهما في هذه الترجمة بقول الذهبي: "وثق"، ويصفهما بالإجحاف لعدم ذكره، وهو في الترجمة الأولى ذكر أن هذا لايعد توثيقا من الذهبي، وإنما إشارة إلى أن هناك من قال بتوثيقه، وقد صرح المحرران بمن وثقه، وهما العجلي وابن حبان اللذان أشار الذهبي إلى توثيقهما بكلمة "وثق"، فما فائدة الإشارة مع وجود التصريح؟!

الوقفة الثانية

في تعقب 76/ 258 ص 219: في ترجمة إبراهيم بن موسى بن جميل، الذي قال فيه ابن حجر: "صدوق" فتعقبه صاحبا التحرير بقولهما:" بل: ثقة، وثقه تلميذه ابن يونس، وهو العارف به، وروى عنه النسائي ولانعلم فيه جرحا "، فتعقبهما الدكتور ماهر بقوله: " لم يستوعبا من نزله إلى "صدوق" بسبب أغلاطه، والأخذ به أقوى من قول ابن يونس؛ إذ كثيرا مايعجب التلاميذ بشخصيات شيوخهم، فيعز عليهم أن يصفوهم بسوء ".

ثم ناقض الدكتور ماهر نفسه في تعقب 10/ 477 ص 250: في ترجمة إسماعيل بن محمد الطلحي الذي قال فيه ابن حجر: "صدوق يهم"، فتعقبه صاحبا التحرير بقولهما:" بل ضعيف، ضعفه أبو حاتم .... " فتعقبهما الدكتور ماهر بقوله: " بل وثقه تلميذه مطين وهو عالم به".

ففي الأول رد قول التلميذ في شيخه؛ لأن التلميذ يعجب بشيخه، وفي الثاني قبل قول التلميذ في شيخه، لأن التلميذ أعلم بشيخه من غيره، فماهذا التناقض؟!

الوقفة الثالثة

في ترجمة أنس بن حكيم الضبي الذي قال فيه الحافظ: " مستور"، وقال صاحبا التحرير: " بل مجهول، لم يوثقه سوى ابن حبان، وحكم بجهالته علي بن المديني، وابن القطان والمزي "، فتعقبهما الدكتور ماهر على احتجاجهما بتجهيل ابن القطان بقوله: ابن القطان له منهج خاص في التجهيل، فهو يحكم بجهالة كل من لم يوثقه إمام معاصر له (كشف الإيهام/263)

لكن الدكتور ماهرا ناقض نفسه فاحتج بتجهيل ابن القطان في عدة مواضع للرد على صاحبي التحرير:

ففي ترجمة إبراهيم بن عبدالرحمن المخزومي الذي وثقه صاحبا التحرير، وذكرا أن ممن وثقه ابن خلفون، وقالا:" لانعلم فيه جرحا" تعقبهما الدكتور ماهر بقوله: " وقولهما:"لانعلم فيه جرحا" دليل على عجلتهما، فقد قال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام: "لاتعرف له حال"، وتوثيق ابن خلفون إن صح عنه فهو يقابَل بقول ابن القطان (كشف الإيهام/203).

وفات الدكتور ماهرا أن ابن حجر نفسه رد تجهيل ابن القطان، في هدي الساري فقال:

" خ س ق إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي المدني قال ابن القطان الفاسي: "لا يعرف حاله "؛ قلت: وروى عنه جماعة، ووثقه ابن حبان، وله في الصحيح حديث واحد في كتاب الأطعمة في دعائه صلى الله عليه وسلم في تمر جابر بالبركة حتى أوفى دينه، وهو حديث مشهور له طرق كثيرة عن جابر، وروى له النسائي وابن ماجه (هدي الساري /388)

وكان الحافظ ابن حجر قد أجاب بجواب إجمالي رد به تجهيل أي راو من رواة الصحيح فقال:

" فأما جهالة الحال فمندفعة عن جميع من أخرج لهم في الصحيح؛ لأن شرط الصحيح أن يكون راويه معروفا بالعدالة، فمن زعم أن أحدا منهم مجهول فكأنه نازع المصنف في دعواه أنه معروف، ولا شك أن المدعي لمعرفته مقدم على من يدعي عدم معرفته؛ لما مع المثبت من زيادة العلم، ومع ذلك فلا تجد في رجال الصحيح أحدا ممن يسوغ إطلاق اسم الجهالة عليه أصلا كما سنبينه (هدي الساري/384).

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015