قد أخرج الحاكم من طريق ابن المبارك أخبرنا جعفر بن سليمان عن الجريري عن أبي نضرة العبدي عن أسير بن جابر قال: قال صاحب لي وأنا بالكوفة: هل لك في رجل تنظر إليه فذكر قصة أويس وفيها فتنحى إلى سارية فصلى ركعتين ثم أقبل علينا بوجهه فقال مالكم ولي تطئون عقبي وأنا إنسان ضعيف تكون لي الحاجة فلا أقدر عليها معكم لا تفعلوا رحمكم الله من كانت له إلي حاجة فليلقني بعشاء ثم قال إن هذا المجلس يغشاه ثلاثة نفر مؤمن فقيه ومؤمن لا يفقه ومنافق وذلك في الدنيا مثل الغيث يصيب الشجرة المونعة المثمرة فتزداد حسنا وايناعاً وطيباً ويصيب الشجرة غير المثمرة فيزداد ورقها حسنا ويكون لها ثمرة ويصيب الهشيم من الشجرة فيحطمه ثم قرأ " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً " اللهم ارزقني شهادة توجب لي الحياة والرزق قال: أسير فلم يلبث إلا يسيراً ضرب على الناس بعث علي فخرج صاحب القطيفة أويس وخرجنا معه حتى نزلنا بحضرة العدو.

قال ابن المبارك: فحدثني حماد بن سلمة عن الجريري عن ابن نضرة عن أسير قال: فنادى منادي علي يا خيل الله اركبي وأبشري فصف الناس لهم فانتضى أويس سيفه حتى كسر جفنه فألقاه ثم جعل يقول: يا أيها الناس تموا تموا ليتمن وجوه ثم لا ينصرف حتى يرى الجنة فجعل يقول ذلك ويمشي إذ جاءته رمية فأصابت فؤاده فتردى مكانه كأنما مات منذ ... ، وهو صحيح السند.

قال الدكتور: كذا بحروفه في كتاب الإصابة ,وأسجل هنا بعض الملحوظات:

الأولى: لم أجد هذه الرواية بهذا السند وهذا السياق في مستدرك الحاكم من أوله إلى آخره بعد التتبع الشديد! فلا أدري أين هي.

ومن أين نقلها الحافظ؟ وأي حاكم يقصد؟ ومن أي كتاب؟! 000الخ

قلت: أنا مستغرب كيف صدر هذا الكلام الانشائي المتكلف من الدكتور الفاضل؟!

وفي الحقيقة من يطالع كلام الدكتور يظن أن الحديث في مصدر صعب المنال! ولا يمكن للأيدي والأصابع! أن تصل إليه. أو أنه ربما جلس أياما وربما شهورا وهو يبحث في هذا الحديث!

وأنا وجدت هذا الحديث في المستدرك في ظرف ثانية! أو تزيد قليلا ولم أبذل أي مجهود!

ولو كلف الدكتور أحد تلامذته يبحث في بعض محركات البحث أو الموسوعات الحاسوبية عن هذا الحديث لما وجد مشقة ولا كلفة في البحث!.

ولعل الدكتور الفاضل كان يبحث في كتاب غير المستدرك وقد أعياه التعب وهو يبحث فلذا لم يجد هذه المعلومة في المستدرك!

وأعتبر هذه النقطة خلل كبير في الكتاب ولو تراجع الدكتور كما صرح بذلك سابقا!

لأن الكتاب تداولته الأيدي, فكيف يعرف طلاب العلم أن ماقاله الدكتور قد تراجع عنه؟!

وفي الحقيقة لازلت مستغربا كل الاستغراب كيف لم يجد الدكتور هذا الحديث بعد التتبع الشديد؟!

وأتمنى أن أجد تفسيرا من الدكتور أو أحد المقربين منه عن هذا الأمر.

قال الدكتور: في السند كما نقله الحافظ عجيبة لا أدري ما تفسيرها ألا أن يكون خطأ في النسخ أو نحوه ففيه رواية ابن المبارك قال أخبرنا جعفر بن سليمان عن الجريري وحقه أن يكون هكذا جعفر بن سليمان عن ابن المبارك عن الجريري لأن ابن المبارك يروي عن الجريري وجعفر بن سليمان هو الضبعي هو الذي يروي عن ابن المبارك لا العكس لأن ابن المبارك من شيوخ جعفر بن سليمان.

قلت:في الحقيقة هذه سقطة كبيرة أخرى للدكتور ولا أدري هل تراجع عنها الدكتور كما فعل في الأولى أم لا؟!

والرد عليها كالتالي:

رواية جعفر عن الجريري ليست عجيبة وهي موجودة في صحيح مسلم وهذا هو السياق والنص.

قال مسلم:حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّيْمِيُّ وَقَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ قَالَ وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ قَالَ قُلْتُ نَافَقَ حَنْظَلَةُ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا تَقُولُ قَالَ قُلْتُ نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ 000الخ

ولا أدري ماذا يقول الدكتور عن هذا النص؟!

وفي تهذيب التهذيب لابن حجر قال:جعفر بن سليمان الضبعي أبو سليمان البصري مولى بني الحريش.

كان ينزل في بني ضبيعة فنسب إليهم روى عن ثابت البناني والجعد أبي عثمان ويزيد الرشك والجريري.

قال القتادي: ففي هذا النص عن ابن حجر تأكيد على أن جعفر من تلاميذ الجريري!

ولا أدري هل اطلع على هذا الدكتور الحميدي وفقه الله؟ أم أن لم يتيسر له بعد التتبع الشديد!

أم أنها إحدى عجائب هذا الزمان!

ولعل الدكتور اطلع على ترجمة ابن المبارك في التهذيب ولم يكلف نفسه النظر في ترجمة جعفر الضبعي!

ولو فعل لما وقع في هذه الخطأ العجيب والغريب!!

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015