ونهارا أفضل من الجهاد الذي لم يذهب فيه نفسه وماله. وعن أحمد ليس يشبه الحج شيء للتعب الذي فيه ولتلك المشاعر، وفيه مشهد ليس في الإسلام مثله: عشية عرفة. وفيه إنهاك المال والبدن. وعن أبي أمامة: "أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: عليك بالصوم فإنه لا مثل له" 1 رواه أحمد وغيره بسند حسن. وقال الشيخ: قد يكون كل واحد أفضل في حال، لفعل النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه بحسب الحاجة والمصلحة، ومثله قول أحمد: انظر ما هو أصلح لقلبك فافعله. ورجح أحمد فضيلة الفكر على الصلاة والصدقة، فقد يتوجه منه أن عمل القلب أفضل من عمل الجوارح، وأن مراد الأصحاب عمل الجوارح ويؤيده حديث: "أحب الأعمال إلى الله الحب في الله والبغض في الله" 2 وحديت "أوثق عرى الإيمان".

وآكد التطوع الكسوف، ثم الوتر، ثم سنة الفجر، ثم سنة المغرب، تم بقية الرواتب. ووقت صلاة الوتر بعد العشاء إلى طلوع الفجر، والأفضل آخر الليل لمن وثق بقيامه، وإلا أوتر قبل أن يرقد؛ وأقله ركعة وأكثره إحدى عشرة، والأفضل أن يسلم من ركعتين ثم يوتر بركعة، وإن فعل غير ذلك مما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فحسن، وأدنى الكمال ثلاث، والأفضل بسلامين ويجوز بسلام واحد، ويجوز كالمغرب.

والسنن الراتبة عشر، وفعلها في البيت أفضل، وهي: ركعتان قبل الظهر وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتا الفجر.

ويخفف ركعتي الفجر ويقرأ فيهما بسورتي الإخلاص، أو يقرأ في الأولى بقوله تعالى: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا} 3 الآية، التي في البقرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015