ومنهم من أنكر عليه بعض أقواله وأفعاله 1، فوقعت بينه وبين الملك جفوة سافر بسببها الشيخ إلى بلاد زمفرة وكبي، حيث قضى خمس سنوات داعيا إلى الإسلام، فاعتنقه على يديه عدد من الوثنيين، كما تاب على يديه عدد من المرتدين.

وهنا نترك القلم للإمام محمد بللو بن الشيخ عثمان بن فودي، ليلقي المزيد من الضوء على ما قام به والده المصلح الكبير من جهود لنشر الدعوة في مجتمع الهوسة، وما لقي في سبيلها من عداء الملوك ووقوفهم في وجه الدعوة فيقول: " ... ثم إنه لما برز هكذا، وكثر أتباعه من العلماء والعوام، وتراسل الخلق إلى الاقتداء به، وكفاه الله من ناوأه من علماء وقته، حتى نشر أعلام الدين، وأحيا السنة الغراء، فتمكنت في البلد أي تمكين، نصب أهل الدنيا له العداوة من أمراء هذه البلاد،..... وإنما غاظهم ما يرون من ظهور الدين وقيام ما درس من معالم اليقين، وذهاب بقاء ما هم فيه من الضلال والباطل والتخمين، مع أن سلطنتهم.. مؤسسة على قواعد مخالفة للشريعة.... فلما أوضح الشيخ الطريق، واهتدى إليه أهل التوفيق ... وبقي أهل الدنيا من علماء السوء والملوك في طغيانهم يعمهون، ... فجعل أولئك الملوك والعلماء يؤذون الجماعة (أتباعه) ، ويعترضون كل من ينتسب إلى الشيخ، ... ولم يزل كل من تولى من ملوك بلادنا مجتهدا في إطفاء ذلك النور ويكيد بالشيخ وبجماعته، ويمكر بهم ويحتال في استئصالهم. وأما الأحكام فهم متجمدون على ما وجدوا أباءهم الأسلاف ... وغالب أحكامهم مصادم للكتاب والسنة وإجماع الأمة، كما هو معلوم مشهور، مع أنهم مفترون بأقوال وأفعال لا تصدر إلا من كافر ... ولم يرعنا إلا إنذار أمير غوبر نافتا بثلاثة أمور: أنه لم يرض لأحد أن يعظ الناس إلا الشيخ وحده، ولم يرض لأحد بالإسلام إلا وارثه من آبائه، ومن لم يرث الإسلام فليعد إلى ما وجد عليه آباءه وأجداده، وألا يتعمم أحد بعد اليوم، ولا تضرب امرأة بخمارها على جيبها. وهذا إنذاره في الأسواق، كل ذلك سعي منه في مكيدتنا.." 2.

لقد اعتنق الإسلام على يدي الشيخ عدد كبير من الوثنيين، وزاد الناس له أتباعا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015