مصر، وجمع من قدر عليه من العرب وغيرهم، وتأهب للمسير إلى مصر، هذا بعد أن كان القرامطة أولا يمخرقون بالمهدي، ويوهمون أنه صاحب المغرب، وأن دعوتهم إليه، ويراسلون الإمام المنصور إسماعيل بن محمد القائم بن عبيد الله المهدي، ويخرجون إلى أكابر أصحابهم أنهم من أصحابه إلى أن افتضح كذبهم بمحاربة القائد جوهر لهم، وقتله كثيرا منهم، وكسره القبة التي كانت لهم.

فلما نزل المعز لدين الله القاهرة عند ما قدم من المغرب وقد تيقن أخبار القرامطة كتب إلى الحسن بن أحمد القرمطي كتابا عنوانه: من عبد الله ووليه، وخيرته وصفيه، معد أبي تميم المعز لدين الله، أمير المؤمنين، وسلالة خيبر النبيين، ونجل على أفضل الوصيين إلى الحسن بن أحمد: بسم الله الرحمن الرحيم

رسوم النطقاء، ومذاهب الأئمة والأنبياء، ومسالك الرسل والأوصياء، السالف والآنف منا، صلوات الله علينا وعلى آبائنا، أولى الأيدي والأبصار، في متقدم الدهور والأكوار، وسالف الأزمان والأعصار، عند قيامهم بأحكام الله، وانتصابهم لأمر الله، الابتداء بالإعذار، والانتهاء بالإنذار، قبل إنفاذ الأقدار، في أهل الشقاق والأصار لتكون الحجة على من خالف وعصى، والعقوبة على من باين وغوى، حسب ما قال الله جل وعز: " وما كُنَّا مُعَذِّبينَ حتَّى نَبْعَثَ رَسُولا ".

و" وإِنْ مِنْ أُمَّةِ إِلاَّ خَلاَ فيها نَذيرٌ ".

وقوله سبحانه: " قُلْ هَذِه سَبِيلي أَدْعُو إِلى اللهِ عَلَى بَصِيرةٍ أَنا وَمَنْ اتَّبَعَني، وسُبْحانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكين ".

"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015