القرامطة دمشق أن يقاتلهم بطرف البرية، فخرج إليهم وواقعهم، فانهزم، وقتل لست خلون من ذي القعدة سنة ستين وثلاثمائة.

ونزل القرمطي ظاهرة المزة فجبى مالا، وسار يريد الرملة وعليها سعادة ابن حيان فالتجأ إلى يافا، ونزل عليه القرمطي، وقد اجتمعت إليه عرب الشام وأتباع من الجند، فناصبها القتال حتى أكل أهلها الميتة، وهلك أكثرهم جوعا ثم سار عنها، وترك على حصارها ظالم العقيلي وأبا الهيجا بن منجا، وأقام القرامطة الدعوة للمطيع لله العباسي في كل بلد فتحوه، وسودوا أعلامهم، ورجعوا عما كانوا يمخرقون به، وأظهروا أنهم كأمراء النواحي الذين من قبل الخليفة العباسي.

ونزل على مصر أول ربيع الأول سنة إحدى وستين وثلاثمائة، فقاتله جوهر على الخندق وهزمه، فرحل إلى الأحساء.

وأنفذ جوهر جيشا نحو يافا فملكوها، ورحل المحاصرون لها إلى دمشق، ونزلوا بظاهرها، فاختلف ظالم العقيلي وأبو الهيجا بسبب الخراج، فكان كل منهما يريد أخذه للنفقة في رجاله، وكان أبو الهيجا أثيرا عند القرمطي يولج إليه أموره، ويستخلفه على تدبيره.

ورجع الحسن بن أحمد القرمطي من الأحساء فنزل الرملة ولقيه أبو الهيجا وظالم، وبلغه ما جرى بينهما من الاختلاف، فقبض على ظالم واعتقله مدة ثم خلى عنه.

وطرح القرمطي مراكب في البحر، وشحنها بالمقاتلة، وسيرها إلى تنيس وغيرها من سواحل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015