واختلف في "ليأتِيَنِّي" [الآية: 21] فابن كثير بنون التأكيد المشددة وبعدها نون الوقاية1 على الأصل وعليه الرسم المكي, والباقون بحذف نون الوقاية للاستغناء عنها بالمؤكدة, ولذا كسرت مثل كأني وعليه بقية الرسوم.

واختلف في "فَمَكُث" [الآية: 22] فعاصم وروح بفتح الكاف, والباقون بضمها لغتان كطهر, واتفقوا على إدغام الطاء مع بقاء صفتها في التاء من "أحطت" وإن زيادة الصفة في المدغم لا تمنع.

واختلف في "مِنْ سَبَأ" [الآية: 22] هنا وفي سورة [سبأ الآية: 15] فالبزي وأبو عمرو بفتح الهمزة من غير تنوين ممنوعا من الصرف للعلمية والتأنيث اسم للقبيلة, أو البقعة, وافقهما ابن محيصن واليزيدي, وقرأ قنبل بسكون الهمزة كأنه نوى الوقف, وأجرى الوصل مجراه كيتسنه وعوجا, والباقون بالكسر والتنوين فهو مصروف لإرادة الحي.

واختلف في "أَلَّا يَسْجُدُوا" [الآية: 25] فالكسائي وكذا رويس وأبو جعفر بهمزة مفتوحة وتخفيف اللام2 على أن ألا للاستفتاح, ثم قيل يا حرف تنبيه وجمع بينه وبين إلا تأكيدا, وقيل النداء والمنادي محذوف أي: يا هؤلاء أو يا قوم ورجح الأول لعدم الحذف, ولهم الوقف ابتداء على ألا يا معا والابتداء اسجدوا بهمزة مضمومة فعل أمر, وحذفت همزة الوصل خطأ على مراد الوصل كما حذفت لذلك في يبنؤم بـ"طه" كما قاله الداني,

وتعقبه في النشر بأنه رآه في الإمام ومصاحف الشام بإثبات إحدى الألفين, ثم اعتذر عنه باحتمال أنه رآه كذلك محذوفا في بعض المصاحف, ولهم الوقف اختبارا أيضا على ألا وحدها, وعلى يا وحدها؛ لأنهما حرفان منفصلان, وقد سمع في النثر: ألا يا ارحمونا ألا يا أصدقوا علينا, وفي النظم كثيرا نحو: فقالت ألا يا اسمع أعظك بخطبة, وافقهم الحسن والشنبوذي وكذا المطوعي في أحد وجهيه, والثاني عنه هلا يسجد بقلب الهمزه هاء وتشديد اللام, والباقون بالهمزة وتشديد اللام وأصلها أن لا فإن ناصبة للفعل, ولذا سقطت نون الرفع منه, والنون مدغمة في لا المزيدة للتأكيد إن جعلت أن وما بعدها في موضع مفعول يهتدون بإسقاط إلى أي إلى أن يسجدوا, أو بدلا من السبيل, فإن جعلت بدلا من أعمالهم وما بين المبدل منه والبدل اعتراض أي: وزين لهم الشيطان عدم السجود لله, أو خبرا لمحذوف أي: أعمالهم ألا يسجدوا فلا نافية حينئذ لا مزيدة, وقد كتبت إلا بلا نون فيمتنع وقف الاختبار في هذه القراءة على أن وحدها "ووقف" على "الخبء" بالنقل مع إسكان الباء للوقف على القياس حمزة وهشام بخلفه, وحكى فيه الحافظ أبو العلاء وجها آخر وهو الخبا بالألف قال في النشر: وله وجه في العربية, وهو الإشباع.

واختلف في "يخفون وما يعلنون" [الآية: 25] فحفص والكسائي بالتاء على الخطاب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015