وفي يوم الأحد ثامن عشر ذي الحجة، صلي على الشيخ الإمام القدوة المعتقد الصالح الناسك الورع الفقيه الفاضل السيد تقي الدين بن الإمام الجهبذ الكامل السيد شمس الدين الحصني الشافعي، وصلي عليه بجامع المصلى، ورجع به من باب الجامع الكبير الغربي، ذي السلسلة، إلى زاويته في الشاغور، ودفن لصيق والده. وكان له كرم وسخاء ونفوذ كلمة عند الحكام. وله ثروة ووقف جيد من جهة أهله، حين وقف الزاوية. وتولى أمر الزاوية بعده ابن عمه السيد عبد الرحمن الحصني. وكانت جنازته حافلة ولم يتخلف إلا القليل.
وفي ليلة الأربعاء الواحد والعشرين من ذي الحجة، توفي القاضي أحمد بن محمد جلبي الشقيري الصالحي الحنفي بمرض الاستسقاء، وعليه وظائف وله بعض تعلقات من جهة أهله، وكان من كتاب المحكمة الصالحية، وصلي عليه بالخاتونية ودفن بقاسيون، قبلي الإيجية.
وفي يوم الاثنين الرابع والعشرين من ذي الحجة وقت الظهر، دخل قاضي الشام مصطفى أفندي شرشماسياه، ونزل من على الصالحية بعد ما صلى الظهر بجامع السليمية وزار ابن العربي قدس سره.
وفي ليلة الاثنين آخر الشهر فقد رجل حكوي معه مال، فجاؤوا إلى داره فرأوا الدار مسكرةً من الداخل، فخلعوا الباب فوجدوه على فراشه مذبوحاً، والدار ليس فيها أحد، فاتهم أهله امرأةً من بنات الخطا، وحبست، وبعده لم يثبت.
وفي يوم الخميس السابع والعشرين، توفي سعيد جلبي بن عبد الرحمن أفندي الحلبي الشهير بحلب بابن المهمندار، ودفن بالباب الصغير.
5 - 12 - 1717م
وسلطان بعض المملكة العربية، وجميع الرومية، وبعض العجمية السلطان أحمد، ابن محمد خان ابن عثمان، والباشا بدمشق عبد الله باشا الكبرلي، في الحج، والقاضي مصطفى أفندي، والمفتية والمدرسون على حالهم.
في آخره، يوم الخميس الخامس والعشرين، ورد كتاب الحج، وأخبر عن الحج بخير.
وفيه دخل متسلم رجب باشا وفي يوم السبت، السابع والعشرين دخل الحج الشريف.
ويوم الجمعة دخل المحمل والباشا.
وفي يوم الاثنين يوم الخامس عشر من صفر، سافر عبد الله باشا وخرج معه جماعة من الحجاج.
شهر ربيع الأول، أوله الثلاثاء، يوم الأحد السادس من الشهر نزل ثلج كثير بدمشق، طول الليل إلى الضحوة الكبرى، ثم انقطع.
وفي السبت دعينا لسير مع بعض أصحاب، وكان علماء وفضلاء، وصار مذاكرات وفوائد حسنة، ومباحث شريفة.
يوم الاثنين، الرابع عشر ربيع الأول، دخل رجب باشا، باشة الشام ومعه نحو ماية بيرق، ولاقاه العيان. وكان في يوم السبت مسك كنعان شيخ البلاد البقاعية، وهو محبوس بحبس السرايا. وبيده أمر كل شيء. وخرجت الخزنة يوم الخميس العاشر فيه.
وفي الاثنين عصرية يوم دخوله، قتل الباشا كنعان بن عثمان بن حيمور.
وفي يوم الثلاثاء، حبس الباشا كاتب العربي وآخر معه.
وفي يوم الأربعاء السادس عشر منه، صلي على الشيخ زين الدين شعبان بن محمد الفقيه الشافعي، بمنزله بمحلة الصالحية، بداره المقابلة للتابكية. قرأ وتفقه وقرأ الفرائض والحساب وشيئاً من النحو، فأخذ في بدايته عن علاء الدين القبردي الشافعي، بالصالحية، وعن الشمس ابن بلبان، وعن القاضي حسين بن العدوي الشافعي خطب بالماردانية، وأم بالتابكية، وعليه وظائف، وكتب بخطه كثيراً، وكان ديناً ناحباً كثير الحياء، متواضعاً ورعاً كاملاً بهيئة حسنة. وصلي عليه بالخاتونية، ودفن بالسفح، عفي عنه.
وفيه توفي حسن باشا بن القواس، أمير الحج سابقاً ودفن بالباب الصغير.
وفي آخره، أخرج الباشا كاتب العربي السيد مصطفى آغا من الحبس وأطلقه.
ربيع الثاني، فيه وقع تفتيش من الباشا على المدارس والتكايا والأوقاف، وكثرت دعاوى الناس. ودخل المدرسون مدارسهم وعزموا الأفاضل والطلبة، واهتموا بذلك كثيراً لأمر الباشا. ولعل معه فرمان في ذلك.