ذو الحجة، وردت مكاتيب العلا وأن الحج بخير.
وفي آخره، يوم الاثنين، ثامن عشرينه، كسفت الشمس بعد العصر، وصلى الناس صلاة الكسوف، وغابت هي كاسفة.
14 - 3 - 1709م
وسلطان المملكة الرومية وبعض العربية والعجمية السلطان أحمد بن السلطان محمد خان، والقاضي بدمشق قرا مراد أفندي، والمفتي غير معلوم، وأمير الحج باشة الشام نصوح باشا بالحج، والعلماء والمدرسون على حالهم.
المحرم وأوله الخميس، في سادس عشره، يوم الخميس، كان آخر الخلوة البردبكية بدمشق، وحضر مولانا الشيخ عبد الغني وحضر أكابر وأعيان.
وفي ثامن عشر منه أُخرجت كتب خزانة المدرسة العمرية بعدما نفضت ثم أُعيدت إلى أماكنها بنظارة السيد حسن بن السيد إبراهيم أفندي النقيب.
وفيه كنا في سير لبعض أصحابنا بقصر حسين باشا قبلي الميدان الأخضر المطل على بانياس، وكان معنا من الأصحاب عبد الرحيم جلبي الجوخي، ومحمد جلبي بن علي باشا الأطرقلي، وعلي آغا الرومي، والشيخ مصطفى البعلي المنشد، والشيخ مصطفى الأوليا الصالحي المنشد أيضاً.
وفي يوم الثلاثين من محرم ورد الكتاب يوم الخميس.
صفر، يوم السبت ثانيه، ورد الحج والمحمل، وكنا بميدان الحصى. وفيه بلغنا أن الباشا قتل كليب غيلةً لما جاء للسلام عليه. ودخل الباشا بكرة الاثنين شروق الشمس ومعه نحو السبعين مربوطاً، وأما الرؤوس فوضعت في صناديق عند قبة الحاج ليرسلها إلى الروم، ووضع معها رأس كليب، ولم يظهره للفرجة عليه.
وصورة موكب دخول الباشا ومعه الموالي: فأول ما ورد الشيخ عبد الرحمن أفندي المنيني، وإلى جنبه مصطفى أفندي الخطيب، ثم السيد أحمد الأسطواني الباش، واسعد بن جلبي البكري، والسيد حسن بن حمزة النقيب، ووهبة جلبي الرومي، ومحمد أفندي القاري، وابن عمه عبد الرحمن أفندي القاري، ثم أسعد أفندي، ثم محمد أفندي العمادي، ثم جاء مع الباشا قرا مراد أفندي قاضي الشام.
يوم الرابع عشر من صفر، راسلني الأخ الأعز الأمجد، حسين آغا تركمان حسن، بقصيدة ممتدحاً، ونقلتها في هذا التاريخ من خطه وكان نظمها في ثالث صفر، لكن إرسالها في تاريخه يمتدح الخلوة البردبكية والطريقة الخلوتية.
وفيه أرسل الباشا إلى بيوت الزربا ونهبها، وأمر ألا تسكن بل تترك، وخرب قصر البهنسي الذي رفعه وعلاه في هذه المدة، وأخذت أحجاره وأخشابه المدهونة.
وفي يوم السبت الثالث والعشرين، تحرك أهل الميدان ليرحلوا، خوفاً من الباشا وجماعته.
ثم إن الباشا حبس جماعةً كثيرةً من أعيان تلك الناحية لكونهم من هوى زربا التركمان.
وفي يوم السبت آخر صفر، وردت الفتوى لمولانا محمد أفندي العمادي، ووردت المدرسة العذراوية لمولانا وشيخنا العلامة الشيخ عبد الرحيم الكابلي الحنفي، نزيل دمشق، القاطن بناحية تنكزخان، وعرض له بها قاضي الشام قرا مراد أفندي بانحلالها عن أبي الصفا أفندي، المفتي المتقدم ذكره، ومدرسة التكية السليمانية بيد محمد أفندي العمادي، بقيت عليه بعد أخيه علي أفندي، المفتي سابقاً، قبل تاريخ الكتاب.
وفي يوم السبت أول ربيع الأول، قتل الباشا السيد علي قنبر الساكن بحارة المزابل. كان شجاعاً مقداماً لايهاب الرجال، له عصبة من زعر الحارات، وعملوا الزربا عليه ختماً في وجاق الينكجرية لعياقته.
وفيه أفرج عن الشاه بندر، صاحب سوق القناطر تحت القلعة، لأنه كان اتهم بمال ابن القواس، وخرج على أكياس. وهذا كان وهو في عمارة السوق المذكور، ولم تبطل العمارة في مد حبسه، والسوق هو الذي في خط حايط البغا، ولم يكن هناك إلا حائط الجنينة المطلة على بردى.
وفي أواخر صفر، توفي السيد حسن جلبي بن السيد إبراهيم النقيب بالصالحية، ثم أنزل إلى داره غربي باب السلام، وذلك ليلة الأحد ثالث عشرينه، وأعلم له، وصلي عليه الظهر ودفن بالدحداح.