يوم الجمعة ثاني شعبان المبارك، صلي حاضرةً على مولانا العلامة الشيخ أحمد الغزي، المفتي الشافعي بدمشق، مدرس الشامية البرانية وغيرها، وصلي عليه العصر، ولم يتخلف أحد عن جنازته، ودفن عند الشيخ رسلان، عند أهله ووالده، وتولى الإفتاء بعده الشيخ مصطفى ولده.
وفي يوم الاثنين خامس الشهر، توفي مولانا صادق أفندي بن محمد أفندي بن الخراط الحنفي، وكان ماهراً فاضلاً في الأحكام والفقه. درس بالعمرية مدةً قليلة، وله معرفة بأمور الحجج ومصالح الناس، تولى نيابة الباب مراراً، وصلي عليه بالأموي، ودفن بالباب الصغير.
وفيه دخول الخلوة المرداية لبني أيوب عند سوق الغنم والسويقة.
يوم الاثنين ثالث عشر الشهر كانت الخلوة البردبكية بدمشق بجامع الأباريين.
يوم الأربعاء فيها، خامس عشر الشهر، توفي القاضي محمد بن حسن أفندي الشهير بنوفرة، كان مترفهاً متمتعاً بخدمات أصحابه وخيراتهم، ولا يخلو من ثروة، وصلي عليه الظهر بالتوبة ودفن بالدحداح.
وفي خامس عشرين شعبان، يوم الأحد قبل الظهر، توفي إلى رحمة الله، الإمام العلامة العارف ذو المؤلفات الكثيرة، والرقاق الشهيرة، والشعر الرائق الغزير، والإنشاء البديع النضير، والخطب الرايقة والمحاسن الفايقة، الشيخ عبد الغني النابلسي، عفي عنه، آمين، وذلك بداره الجديدة بالسهم الأعلى لصيق حمام الكاس، شرقي العمرية ومدرسة الزاهرية وشمال البدرية وغربي الصاحبة، وغسل ثاني يوم وفاته الثلاثاء، يوم ختم درسه قبله، وصلي عليه قبل الظهر، ودفن في قبته التي أنشأها في داره للكتب.
ولم يكن له مثيل في حل كلام الشيخ ابن عربي. وألف كتباً لا تحصى، ودرس قديماً بالجامع قرب داره، وأخيراً أُعطي تدريس السليمية.
وله اعتقاد تام بابن عربي، وله دواوين في الشعر والأدب وفي التصوف، عفي عنه، آمين.
6 - 7 - 1731م وفي يوم السبت تاسع محرم، دعانا الأخ إسماعيل آغا الناشفي إلى بستان عين الكرش، وكان تاسوعا.
وأملاني بعضهم في تنويع العمر الطبيعي من كتابه، يعني إلى الماية، إذ كل عشر سنين تسمى في اللغة باسم، وهو قوله:
ابن عشرٍ من السنين غلام ... رفعت عن نظيره الأقلام
وابن عشرين: الصّبا والتّصابي ... ليس يثنيه عن هواه ملام
وإذا عاش بعد ذلك عشراً ... فكمالٌ وقوّةٌ والتّمام
وابن خمسين مرّ عند حياةٍ ... فيراها كأنّها أحلام
وابن ستّين صيّرته الليالي ... هدفاً للمنون فهي سهام
وابن سبعين عمره قد كفاه ... لا يبالي متى يكون الحمام
وإذا عاش بعد ذلك عشراً ... بلغ الغاية التي لا ترام
وابن تسعين لا تسلني عنه ... فابن تسعين ما عليه كلام
وإذا عاش بعد ذلك عشراً ... فهو حيٌّ كميّتٍ، والسّلام
وفي يوم الأحد عاشر محرم الحرام، يوم عاشورا، صلي على إبراهيم آغا الخالجي من متقاعدي دمشق، كان كاتباً ساكناً حليماً، دمث الأخلاق، متودداً للناس. تولى الأموي، وصاهر بابنته يحيى شريف مكة ابن بركات، وتمرض مدةً مديدةً، وانقطع في داره قبلي قلعة دمشق والقزمازية، وغربي الأحمدية نحو القبلة، وشرقي سيدي عامود.
يوم الثلاثاء، سادس عشرين محرم، حضرنا درس صاحبنا الأمجد سعيد أفندي السعسعاني بمدرسته القزمازية، شرقي سوق الأروام، وبعده ذهبنا إلى حديقة صاحبنا علي، ابن الحاج أحمد باشة الأنطاكي بالحارة الجديدة، وأقمنا بها ذلك اليوم إلى الاصفرار.
وفي يوم الأربعاء، سابع عشرين محرم، ورد الكتاب والجوخدار، وأخبروا عن الحج وأنه بخير، وقال بعضهم في مكتوبه، أيامه عيد، ولياليه قدر.
صفر، أوله السبت، ثانيه يوم الأحد ورد الوفد الشامي، وهو في غاية من الصحة والعافية، وأخبر عن شريف مكة، الأمير عبد الله، توفي إلى رحمة الله، قبل دخول الحج بيومين لمكة.