وكان له قتل وظلم وعدوان لا مزيد عليه، وإذا مر بالسوق يقتل من شاء بجرم وغير جرم. قتل رجلاً تاجراً خارجاً من باب داره، في الدين والأمانة على جانب عظيم. فلا رحم الله هذين الفرعونين، وأغرقهم الله ببحر الهلاك من غير انفكاك ولا تزيين، في العذاب الأليم الشديد إلى " يوم نقول لجهنَّم هل امتلأتِ وتقول هل من مزيد ".
ذو الحجة، أوله الجمعة.
رابعه يوم الاثنين طلعت الجردة وباشتها سليمان باشا أخو ابن العظم، وسليمان باشا هو كافل صيدا آن تاريخه.
وفي سادسه، يوم الأربعاء قتل عبد الواحد بن عبد الواحد من أهالي بر إلياس، وكان عاتياً جباراً عنيداً من أكبر معرضي بر إلياس، وقتل ناساً في رمضان تاريخه، وحرق بيادر للدولة ببر إلياس، وعاث وطغى، وذلك في عصر الأربعاء. وهو القوي الحميد.
في آخره يوم الأحد ثامن عشرين ذي الحجة، توفي الفاضل العالم الكامل الشاب السيد إبراهيم بن مولانا السيد محمد أفندي ابن الشيخ مراد اليزبكي المشهور، وكان قبل بنى ببنت الشيخ إسماعيل ابن الشيخ عبد الغني النابلسي المشهور، وتمرض بالدق وتوفي بالصالحية، وصلي عليه الظهر بالسلمية، ودفن بتربة ذي الكفل تحت العجمية، وشرقي الإيجية بسفح قاسيون.
وكان الأحد العيد.
وفي أيام التشريق وردت مكاتيب العلا والحج بخير لم يصبه ضير.
17 - 3 - 1730م
وسلطان الممالك الرومية وبعض العربية والأعجمية، مولانا السلطان أحمد ابن السلطان محمد خان، عليه الرحمة والرضوان. والباشا إسماعيل باشا، ابن العظم، بالحج الشريف، وقاضي الشام باقي زاده الرومي، والمفتي حامد أفندي العمادي، والموالي والمدرسون على حالهم.
الحج
أولها الثلاثاء، أو الاثنين، في يوم السابع عشر المحرم ورد جوخدار الحج، وفي الخامس والعشرين الكتاب والأخبار.
صفر، أوله الأربعاء، يوم الثلاثاء، ورد الحج، وفي يوم الأربعاء ورد المحمل والحج، ولله الحمد، وفيه عافية.
وفيه وجدت في مجموع للسيد أحمد الشاغوري، فوايد حكمية مجموعة، فأحببت ذكرها في التاريخ لأجل الفايدة، وهي نحو سبعين قضية. أولها: أما بعد حمد مستحق الحمد، وكاشف البلاء عن العبد، فهذه وصايا صدرت من عارف كبير، بوقائع الأخبار بصير خبير، أصدرتها عن نية صحيحة، قاصداً بها النصيحة، فاقبلها مني، وخذها عني.
الشيخ لا يخاشن، والعدو لا يحاسن، ومستحيل الود لا يقرب، والتركي لا يغضب، والمحبوب لا يضرب، والأحمق لا يعتب، والقاضي لا يعاند، والسلطان لا يرادد، والوالي لا يخاصم، والأب لا يحاكم، وصاحب الحق لا يشاتم، والشرير لا يكالم، والنحس لا يقدم، والجاير لا يحكم، والكريم لا يستغنم، والصديق لا يعدم، والصاحب لا يسلم، والغايب لا يسأم، والأمرد لا يشاكل، والمبتلى لا يواكل، والفاجر لا يجامل، والأنثى لا تفرد، والقريب لا يبعد، والزوجة لا تجلد، والحق لا يجحد، والكذاب لا يعاشر، والنمام لا يشاور، والهارب لا يستخبر، والجار لا يستنصر، والمكاس لا يسعف، واللئيم لا ينصف، والناسخ لا يسلف، والقبطي لا يؤمن، ولا يساكن ولا يركن.
والخان لا يسكن ولا يدخل، والمجالس لا تنقل، والشاهد لا يشاقق، والأعزب لا يسكن، والكافر لا يواله، والمزاح لا يجرد من مقاله، وطالب الرزق من وجهه لا يلام، والعدو لا يغفل عنه ولا ينام، والصديق لا يداجى، والأبخر لا يناجى، والبكر لا يسلم عليها، والأمة لا يومى إليها، والشاعر لا يعادى، والبخيل لا يهادى، والنساء لا يسمح لهن بشرب المدام، ولا ينام بين القعود، ولا يقعد بين النيام، وما مضى من السر لا يعاد، والجمل الهائج لا يقف، والبليد لا يشغل بالعلوم، والملك لا يوادد، فوده لا يدوم، والمغفل لا يستشهد، والساكن لا يستنشد، والعبد لا يمازح، والجار لا يقابح، والرفيق لا يشاحح والرقيق لا يسامح، والعاشق لا يقامر، والفاسق لا يسامر، والسفيه لا يمارى، والثعلب لا يبارى، والمتكبر لا يدارى، والسيل لا يجارى.