يوم العاشر، فيه ختم درسنا بالمدرسة الخديجية المرشدية، من آخر الكفالة، والوقف على قوله في الكنز: فصل في مسايل متفرقة. وجيء بالبخور والماورد، وختمنا وانصرفنا، وكان ختماً حافلاً، تقبل من الجميع.
رمضان، لم يقع فيه ما يؤرخ، وأوله الأربعاء.
شوال، أوله الخميس. خامس عشره طلع المحمل.
يوم العشرين، طلع الحج، ودخل الحلبي.
السبت، طلع الحج الحلبي، وبعض أعجام.
وفي الأربعاء السادس والعشرين رجعت المزيربتية، وأخبرت أن الحج بخير والرخاء كثير.
ذو القعدة، أوله الأحد، أو السبت.
وفي الشهر المذكور، دعانا الأخ الأمجد صادق الناشفي إلى سير جعله في قصر الباشا، الكاين في شرفها القبلي، قرب الخلخال.
وفيه ذهبنا مع جماعة من الأفاضل لبستان يسمى الباسطي، أول التوت، نواحي الغوطة.
ذو الحجة، أوله الثلاثاء.
الخامس فيه، دعانا الأخ يس من أهالي الشاغور إلى بستان له بالغوطة، ودعا جماعة من أكابره. وفي المساء ذهبنا إلى عند داعينا الأخ مصطفى باشة إلى بستان القماحية لأنه كان منتظراً، ومكثنا عنده يومين. وكان أرسل دعانا مع شخص معتمد عليه فقلنا: نحن مدعوون إلى تلك في الدعوة السابقة، ونأتي لنكون بسير واحد فتخف مشقة الذهاب.
بستان القماحية
وهو بستان واسع جداً لا يمكن يدوره الإنسان ولو بدابة، وهو في تعلق بني الخالجي من آغوات دمشق. والغوطة من أعلى المنازل وأحسنها وأنضرها وأبهجها، واتفق المؤرخون على ترجحها على منتزهات الدنيا كما ذكره القزويني.
يوم الرابع من ذي الحجة، طلع إبراهيم باشا، ابن كافل دمشق على الجردة لملاقات والده، وهو كافل ترابلس الآن.
وفيه سرق لقاضي الشام الباسطي بعض أشياء وكان بقصر سنان بالصالحية.
وفيه وردت كتب العلا، وفيها أخبار مسرة، والله يجعل التمام إلى خير بمنه، آمين.
وفي الخميس عصرية العيد الأضحى، ذهبنا إلى دمر إلى عند صاحبنا الحاج مصطفى النحلاوي، ومكثنا ثلاث ليال ويومين. والبستان مضاف لبني الأرناؤوط على حافة بردا.
ونظمت في هذا السير بأبيات. وكان معنا من الأصحاب السيد محمد ابن السيد راشد الخواجا، والسيد إبراهيم الحكيمي الصالحي، والشيخ إبراهيم الحافظ، والشيخ عبد الرحمن الحنبلي، وأخوه الشيخ أحمد الحنبلي، والشيخ محمد الحنبلي، وولدنا سعيد، وأخوه عيسى ومصطفى وصادق، وولده.
وهذا البستان من أنزه الحدائق. وكان أيام المشمش والتفاح، وليس فيه التوت، وفواكهة كثيرة، ومياهه غزيرة، ونسأله أن يشرح صدورنا، وييسر بفضله أمورنا. إنه على كل شي قدير.
وفي آخر ذي الحجة، انتقل جهاز بنت الشيخ إسماعيل بن الشيخ عبد الغني، إلى مولانا السيد إبراهيم بن الشيخ مراد، وكان ليلة الجمعة، ونسأله حسن الأحوال ودوام المحبة والوداد بغير اختلال، آمين.
28 - 7 - 1729م
وسلطان الممالك الرومية وبعض العربية والعجمية السلطان أحمد، ابن السلطان محمد بن عثمان، والباشا ابن العظم النعماني، بالحج الشريف، والقاضي صدري زاده الباسطي، والمفتي حامد أفندي، والعلماء والمدرسون على حالهم.
محرم، وأوله الخميس.
في ثامن عشره، الأحد، دعينا إلى ختان ولد لصاحبنا أمين جلبي، إلى داره بالصالحية، في حكر الأمير المقدم الظاهري، وتكلف كلفةً باذخةً، ودعا علماء وفضلاء وصلحاء، ولم يأخذ من أحد شيئاً، وهو المدبر سبحانه.
وفي الرابع والعشرين من الشهر، الأحد، دعانا الأوحد الأعز صادق آغا إلى بستانه بوادي كيوان، وكان معي الشيخ أحمد الحنبلي، وكان أواخر الصيف، وإليه كل أمر.
وفي يوم ذلك، جاء الجوخدار من قبل الحج، وأخبر أنه فارق الحج من معان.
وفي يوم الاثنين والعشرين ورد الكتاب.
صفر، أوله الجمعة، الأحد، فيه ورد الحج.
وفي الاثنين ورد المحمل.
خامس عشر صفر، يوم الجمعة، حصل لصاحب التاريخ من نوع الناقض والحمى ما يودي إلى الهلاك، وورد علي خلق كثير للسلام علي، أعيان وغيرهم، تقبل الله من الجميع آمين.