الخزنة قطّ قطّ أى حَسبنَا حَسبنَا اكتفينا اكتفينا وَحِينَئِذٍ تنزوى جَهَنَّم على من فِيهَا وتنطبق إِذْ لم يبْق أحد ينْتَظر فَعبر عَن ذَلِك الْجمع المنتظر بِالرجلِ والقدم لِأَن الله تَعَالَى لَيْسَ بجسم من الْأَجْسَام تَعَالَى الله عَمَّا يَقُول الظَّالِمُونَ والجاحدون علوا كَبِيرا
وَالْعرب تعبر عَن جمَاعَة النَّاس وَالْجَرَاد بِالرجلِ فَتَقول جَاءَنَا رجل من جَراد وَرجل من النَّاس اى جمَاعَة مِنْهُم وَالْجمع أرجل وَيشْهد لهَذَا التَّأْوِيل قَوْله فى نفس الحَدِيث وَلَا يزَال فى الْجنَّة فضل حَتَّى ينشىء الله لَهَا خلقا آخر فيسكنهم فضل الْجنَّة وفى الحَدِيث تأويلات أَتَيْنَا عَلَيْهَا فى الْأَسْمَاء وَالصِّفَات أشبههَا مَا ذكرنَا وَالله أعلم
وفى التَّنْزِيل {أَن لَهُم قدم صدق عِنْد رَبهم} قَالَ ابْن عَبَّاس الْمَعْنى منزل صدق وَقَالَ الطبرى عمل صَالح وَقيل هُوَ سَابِقَة الْجنَّة فَدلَّ على أَن الْقدَم لَيْسَ حَقِيقَة فى الْجَارِحَة وَالله الْمُوفق قَالَ ابْن فورك وَقَالَ بَعضهم الْقدَم خلق من خلق الله يخلقه يَوْم الْقِيَامَة فيسميه قدما ويضيفه إِلَيْهِ من طَرِيق الْفِعْل يَضَعهُ فى النَّار فتمتلىء النَّار مِنْهُ قَالَ القرطبى وَهنا نَحْو مَا قُلْنَاهُ فى الرجل انْتهى كَلَام الْقُرْطُبِيّ وَأَقُول كل مَا ذكر الْقُرْطُبِيّ هُنَا من تَأْوِيل الرجل والقدم لَا يشْهد لَهُ دَلِيل من كتاب وَلَا سنة وَلَا وَلَا مَذْهَب أحد من سلف الْأمة وأئمنها وَنقل ابْن فورك الْقدَم خلق إِلَخ لَا يقبل حَتَّى يدل عَلَيْهِ دَلِيل من السّنة وأنى ذَلِك الدَّلِيل عِنْد أهل التَّأْوِيل والتأويل هُوَ صَنِيع الْمُتَكَلِّمين ووظيفة المنتحلين لمذاهب الْحُكَمَاء والفلسفة الطاغين وَلِهَذَا حذر النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنهُ وَقَالَ يحمل هَذَا الْعلم من كل خلف عدوله ينفون عَنهُ تَحْرِيف الغالين وانتحال المبطلين وَتَأْويل الْجَاهِلين رَوَاهُ البيهقى فى كتاب الْمدْخل
عَن إِبْرَاهِيم العذرى وَلِهَذَا كَانَ السّلف الصالحون يجرونَ آيَات الصِّفَات وأحاديثها على ظَاهرهَا من غير تكييف وَلَا تَشْبِيه وَلَا تَأْوِيل وَلَا تَعْطِيل