تقدم فى بَاب الْآيَات من ذَلِك مَا يشفى ويكفى وفيهَا أَن ثِيَابهمْ من نَار وسرابيلهم من قطران وطعامهم الزقوم وَالْحَمِيم والغساق والضريع والغسلين قَالَ الهروى مَعْنَاهُ صديد أهل النَّار وَمَا يتغسل ويسيل من أبدانهم والغساق مَا يسيل من صديدهم وَقيل الْقَيْح الغليظ
قَالَ ابْن عمر لَو أَن قَطْرَة مِنْهُ تهراق فى الْمغرب أنتنت أهل الْمشرق وَقيل الغساق الذى لَا يُسْتَطَاع من شدَّة برده وَهُوَ الزَّمْهَرِير وَقَالَ كَعْب هُوَ عين فى جَهَنَّم يسيل إِلَيْهَا حمة كل ذَات حمة فيستنقع وَيُؤْتى بالآدمى فيغمس فِيهَا غمسة فَيسْقط جلده ولحمه عَن الْعِظَام فيجر لَحْمه من كعبيه كَمَا يجر الرجل ثَوْبه جَزَاء وفَاقا أى وَافق أَعْمَالهم الخبيثة وَاخْتلف فى الضريع فَقيل هُوَ نبت ينْبت فى الرّبيع وَقيل هُوَ الشوك وَقيل الْحِجَارَة وَقيل الزقوم وَقيل وَاد فى جَهَنَّم
قَالَ القرطبى قَالَ الْمُفَسِّرُونَ الزقوم أَصْلهَا فى الْبَاب السَّادِس وَأَنَّهَا يحيى بلهب النَّار كَمَا تحيى الشَّجَرَة بِبرد المَاء فَلَا بُد لأهل النَّار من أَن ينحدر إِلَيْهِ من كَانَ فَوْقه فَيَأْكُلُونَ مِنْهُ وَقَالَ أَبُو عمرَان الجونى بلغنَا أَن ابْن آدم لَا ينهش مِنْهَا نهشه إِلَّا نهشت مِنْهُ مثلهَا والمهل مَا كَانَ ذائبا من الْفضة والنحاس وَقيل الْمهل عكر الزَّيْت الشَّديد السوَاد