وَقد يكون لعمري من ذَوي الارحام الشابكة والقرابات الدانية من يتمادى فِي العقوق وَيذْهب عَن حفظ الْحُقُوق وَلَا يسع ترك تألفه حَتَّى يرجع واستصلاحه حَتَّى ينْزع فَإِن تجشم الاعراض عَنهُ لرياضة تقصد أَو عَاقِبَة نفع تحمد لم يبلغ بِهِ إِلَى قطع الْمَعيشَة وَمنع الْمَادَّة لَان قباحة ذَلِك بِمن يَسْتَعْمِلهُ اكثر من مضرته بِمن يعْمل مَعَه وَقد قيل إِن الْمُلُوك تؤدب بالهجران وَلَا تعاقب بالحرمان هَذَا فِي الِاتِّبَاع والاصحاب فَكيف فِي الاقران والاتراب
كتب الِاتِّبَاع محتاجة عِنْد الْمُلُوك الى قَائِد يطْرق ويمهد لَهَا وسائق يشيع ويحدو بهَا وناصح يعضدها فِي متضمناتها ويشفع لَهَا فِي ملتمساتها ويعتمد بعرضها فِي أَوْقَات الْفَرَاغ والنشاط وأحيان الْخلْوَة والانبساط
أما الْفرس الَّذِي سَالَتْ إيثارك بِهِ فقد تقدمنا بقوده إِلَيْك وَالله تَعَالَى يُبَارك لَك فِيهِ وَيجْعَل الْخَيْر معقد ناصيته والإقبال غرَّة وَجهه وَإِدْرَاك المطالب تحجيل قوائمه ونيل الاماني طلق شده وَفتح الْفتُوح غَايَة شأوه وسلامة العواقب مثنى عنانه
مَا أحْوج من حَالي حَاله إِلَى تفضل مِنْك عَائِد بعد باد وتال بعد مَاض وبالحكم على السّنة الْمُسْتَقْبلَة الَّتِي تصل زايرجتها درج هَذَا الْكتاب مستقصيا لَهُ