106 - فَمنهمْ السّري بن احْمَد الْكِنْدِيّ الْمَعْرُوف بالرفاء
السّري وَمَا أَدْرَاك من السّري صَاحب سر الشّعْر الْجَامِع بَين نظم عُقُود الدّرّ والنفث فِي عقد السحر وَللَّه دره مَا أعذب بحره واصفى قطره وأعجب أمره وَقد أخرجت من شعره مَا يكْتب على جبهة الدَّهْر ويعلق فِي كعبة الْفِكر فَكتبت مِنْهُ محَاسِن وملحا وبدائع وطرفا كَأَنَّهَا أطواق الْحمام وصدور البزاة الْبيض واجنحة الطواويس وسوالف الغزلان ونهود العذارى الحسان وغمزات الحدق الملاح وبدأت بصدر من أخباره وبطرف لأشعاره
بَلغنِي أَنه أسلم صَبيا فِي الرفائين بالموصل فَكَانَ يرفو ويطرز إِلَى أَن قضى باكورة الشَّبَاب وتكسب بالشعر وَمِمَّا يدل على ذَلِك مَا قرأته بِخَطِّهِ وَذكر ان صديقا لَهُ كتب إِلَيْهِ يسْأَله عَن خَبره وَهُوَ بالموصل فِي سوق البزازين يطرز فَكتب إِلَيْهِ من السَّرِيع
(يَكْفِيك من جملَة اخباري ... يسري من الْحبّ وإعساري)
(فِي سوقة أفضلهم مُرْتَد ... نقصا ففضلي بَينهم عاري)