يتيمه الدهر (صفحة 596)

الصداقات قَدِيما كل ذَلِك بِحَضْرَة من شهد الْمجْلس فبهت الْقَوْم لما رَأَوْهُ وشاهدوه وأقروا أَنه نَسِيج وَحده وفريد دهره واستكثروا من الثَّنَاء عَلَيْهِ والمباهاة بِهِ وَقَالَ لَهُ الْفَقِيه أَمرك وَالله عَجِيب كَاد لَوْلَا الْمُشَاهدَة لم أصدقه

وَركب إِلَى الْمَنْصُور بن أبي عَامر فَأخْبرهُ بِالْمَجْلِسِ وَأرَاهُ الشّعْر فَعجب من ذَلِك وَأمر بصلَة جزيلة حملت إِلَيْهِ وَكَانَ عدَّة مَا ارتجله ثَلَاثِينَ بَيْتا وَقد كتبت بَعْضهَا وَإِن لم تكن من نَادِر الشّعْر وبديعه وَهِي من الطَّوِيل

(لأصدق عبد الله نجل مُحَمَّد ... فَتى أموي زوجه الْبكر مريما)

(وَأَمْهَرهَا عشْرين عجل نصفهَا ... دَنَانِير يحويها ابوها مُسلما)

(وأنكحها مِنْهُ أَبوهَا مُحَمَّد ... سلالة ابراهيم من حَيّ خثعما)

(وَبَاقِي صدَاق الْبكر بَاقٍ إِلَى مدى ... ثَلَاثَة اعوام زَمَانا متمما)

(مؤخرة عَنهُ يُؤَدِّي جَمِيعهَا ... إِذا لم يكن عِنْد التطلب معدما)

(وَمن شَرطهَا أَن لَا يكون مرحلا ... لَهَا أبدا عَن دارها ايْنَ يمما)

(وَأَن لَا يرى حتما بِشَيْء يَضرهَا ... يصرف فِيهِ الدَّهْر كفا وَلَا فَمَا) // الطَّوِيل //

وَكَانَ ابْن وهيب هَذَا اُحْدُ أَفْرَاد زَمَانه وَكَانَ إِذا جلس ابْن ابي عَامر فِي الاعياد للشعراء وَأذن لَهُم فِي الانشاد على مرابتهم جلس ابْن وهيب وَبَدَأَ بِمَا يصنعه بديهة فَلَا تَأتيه نوبَته حَتَّى يفرغ من قصيدته وَيقوم وينشده وَإِن مداده لم يجِف وَهَذِه مَادَّة عَظِيمَة

97 - أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحسن الزبيدِيّ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ

أحفظ أهل زَمَانه للإعراب وَالْفِقْه واللغة والمعاني والنوادر وَله كتب مؤلفة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015