1 - ابْن سكرة الْهَاشِمِي أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد
شَاعِر متسع الباع فِي أَنْوَاع الإبداع فائق فِي قَول الْملح والظرف أحد الفحول الْأَفْرَاد جَار فِي ميدان المجون والسخف مَا أَرَادَ
وَكَانَ يُقَال بِبَغْدَاد إِن زَمَانا جاد بِابْن سكرة وَابْن الْحجَّاج لسخي جدا
وَمَا أشبههما إِلَّا بجرير والفرزدق فِي عصريهما فَيُقَال إِن ديوَان ابْن سكرة يربى على خمسين ألف بَيت مِنْهَا فِي قينة سَوْدَاء يُقَال لَهَا خمرة أَكثر من عشرَة آلَاف بَيت وَكَانَت عرضة نوادره وملحه كطيلسان بن حَرْب وَهن أبي حكيمة وحمار طباب وضرطة وهب
وَحكى أَبُو طَاهِر مَيْمُون بن سهل الوَاسِطِيّ أَن ابْن سكرة حلف بِطَلَاق امْرَأَته وَهِي ابْنة عَمه أَنه لَا يخلى بَيَاض يَوْم من سَواد شعره فِي هجاء خمرة وَلما شَعرت امْرَأَته بالقصة كَانَت كل يَوْم إِذا انْفَتَلَ زَوجهَا من صَلَاة الصُّبْح تجيئه بالدواة والقرطاس وَتلْزم مُصَلَّاهُ لُزُوم الْغَرِيم غير الْكَرِيم فَلَا تُفَارِقهُ مَا لم يقْرض وَلَو بَيْتا فِي ذكرهَا وهجائها وَقد أخرجت من عُيُون ملحه مَا يجمع الحجول وَالْغرر ويمتع السّمع وَالْبَصَر