قال لي: يجب عليك أن تحذر من أهل البدع , فهؤلاء أخطر على الأمة من اليهود والنصارى , فاليهود والنصارى قد علمناهم وأنهم أعدائنا , أما هؤلاء فهم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا ويَدُسُّون لنا البدعة في السنة كمن يَدُسُّ السم في العسل , وأن أهل البدع فعلوا في الإسلام ما لم يفعله أعداؤه فهم من الاثنتين وسبعين فرقة التي توعدها النبي بالنار لمخالفتها سبيله لأنها تدعو إلى غير سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ يستشهد لكلامه بكلام السلف في التحذير من البدع والمبتدعة والذي يحتاج إلى ساعات لقراءته , وأنني إذا قلت بأننا يمكن أن نتعاون مع بعضنا البعض في أوجه البر والتقوى عملا بقوله تعالى " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " فنتعاون على الوقوف معا ضد النشاط التنصيري أو لإعانة الفقراء والمحتاجين أو الأرامل واليتامى , قال لي: بأنك صاحب بدعة بهذا القول , وأننا لا يمكن أن نتعاون مع المبتدعة بحال وبأي نوع من أنواع الأعمال.

* * *

قبل أن أشرع في موضوع هذه الرسالة هناك أمور ينبغي التذكير بها وهي:

إذا استشكل علينا أمر أو أردنا الوصول إلى ما يرضي الله فقد أمرنا الله بالاستعانة به سبحانه والتوجه إليه بالدعاء فقال " وقال ربكم دعوني استجب لكم " ,

ومن دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم " الله رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون فاهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " أخرجه الإمام مسلم في باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه برقم 200.

فعلينا أن ندعو الله في مسألتنا هذه أن يهدينا إلى القول الذي يرضيه سبحانه ويشرح صدورنا له.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015